أ
أ
مع انتهاء شهر رمضان المبارك، يستقبل المسلمون في أنحاء العالم عيد الفطر، تلك المناسبة التي تجمع بين الفرحة والروحانية، لكن في ظل التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية الحديثة، باتت طرق الاحتفال تتنوع بين الحفاظ على القيم الدينية والانجراف وراء مظاهر جديدة قد تفقد العيد معناه الحقيقي.
العيد.. من العبادة إلى العادات
قديماً، كان العيد فرصة لزيادة التقرب إلى الله، ببدء اليوم بصلاة العيد، وصلة الرحم، ومساعدة الفقراء أما اليوم، فقد أصبح العيد لدى البعض موسماً للتسوق والخروج والسهر، وأحياناً يتجاوز الأمر إلى ممارسات غير لائقة تتنافى مع روح الشهر الفضيل.يقول الشيخ محمود الحسيني، إمام وخطيب بأحد مساجد القاهرة:
الفرح بالعيد مشروع، لكن يجب ألا ننسى أن العيد ليس مجرد احتفالات، بل هو امتداد لعبادة رمضان العيد الحقيقي هو الشعور بالرضا والقرب من الله، وليس مجرد المظاهر.

احتفالات أم تجاوزات؟
في بعض الأماكن، تتحول ليالي العيد إلى حفلات صاخبة وسلوكيات سلبية، كالمجاهرة بالمعاصي بعد شهر كامل من الطاعات كما أن انتشار مواقع التواصل الاجتماعي جعل كثيرين ينشغلون بالتصوير والاستعراض أكثر من الاستمتاع الحقيقي بالأجواء العائلية والروحانية.كيف نعيد للعيد رونقه؟
للاستمتاع بالعيد دون فقدان قيمته الروحانية، يمكن اتباع بعض الخطوات البسيطة:- البدء بصلاة العيد: فهي سنة مؤكدة وتزيد الشعور بالبهجة.
-صلة الرحم: بدلاً من الاقتصار على التهاني الإلكترونية، يمكن استغلال العيد لزيارة الأقارب وتقوية الروابط العائلية.
-الاحتفال باعتدال: لا بأس بالخروج والاستمتاع لكن دون مبالغة أو ممارسات تخالف القيم الأخلاقية.
مواصلة العبادات: ولو بقدر بسيط، مثل الأذكار وقراءة القرآن، حتى لا يكون العيد نقطة نهاية للخير.
العيد فرصة لنشر الفرحة، لكن الفرحة الحقيقية تكمن في الاستمرار على الطاعة، وليس التراجع إلى العادات الخاطئة فكما أن رمضان كان مدرسة للروحانيات، يجب أن يكون العيد بوابة للاستمرار على هذا الطريق، لا مجرد فاصل مؤقت قبل العودة إلى الغفلة.
