أكد الدكتور السيد عبد الباري، من علماء الأزهر الشريف، أن الحياة الدنيا لا يمكن أن تكون مسرحاً للاستقرار الكامل أو النعيم المطلق، كما يظن البعض، لافتا إلي أن هذه الأفكار قد تكون ناتجة عن توهمات، قد تؤدي إلى شعور بالإحباط والاكتئاب عند عدم تحقيق الأهداف المتخيلة.
وأضاف الدكتور السيد عبد الباري، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، أن الإسلام يعلمنا أن النعيم التام والراحة المطلقة لا يمكن أن تكونا في هذه الحياة، بل هما في الآخرة، مستشهداً بآيات قرآنية وأحاديث نبوية تذكر السعادة الحقيقية في الجنة، حيث يجد المؤمنون النعيم الأبدي.
وشدد على أهمية التوازن بين التفاؤل والتشاؤم، موضحاً أن الواقع يفرض على الإنسان قبول التحديات والصعوبات في الحياة اليومية، سواء كانت في مجال العمل أو في الحياة الأسرية أو الشخصية، مؤكدا أن الإسلام يحثنا على السعي والعمل الصالح، وأن الحياة الطيبة هي حياة مليئة بالعمل الجاد والإيمان بالله تعالى، حيث يضمن الله لنا الطمأنينة والسكينة.
وأشار إلى أن ما يُنقل عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في هذه الأيام من أخبار قد يتسم أحياناً بالتشاؤم أو التفاؤل المفرط، مما يخلق حالة من القلق والارتباك بين الناس، لافتا إلى أن الناس قد يتأثرون بهذه الأخبار التي تنقلها العواطف دون التحقق من صحتها، مما قد يؤدي إلى مواقف متناقضة تكون بعيدة عن الواقع.
وأشار إلى أن الإنسان مسؤول عن نفسه فقط بما أنيط به من مسؤوليات، وأنه لا ينبغي أن يحمل نفسه فوق طاقتها، وإذا كان في موقع من عامة الناس، فلا يحمل نفسه هموم المسؤوليات الكبرى التي لا تقع على عاتقه، لأن الله سبحانه وتعالى قال في القرآن الكريم: "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها".
