أكد الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، أن العشر الأواخر من شهر رمضان ليست مجرد أيام تمر سريعًا، بل هي محطة روحانية عظيمة، ومدرسة يتعلم فيها الإنسان الصبر، والنظام، والخلوة مع النفس، مستشهدًا بسنة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم الذي جعل من هذه الأيام فرصة لمضاعفة العبادة والتقرب إلى الله.
وأوضح العالم الأزهري خلال حلقة برنامج "صباحك مصري"، المذاع على قناة "mbcmasr2"، اليوم الثلاثاء، أن النبي ﷺ كان له نهج خاص في هذه الليالي المباركة، فقد كان يشد همته ويزيد من طاعته، ويركز على ثلاثة أمور أساسية:
وقال: "كان النبي ﷺ حين تدخل العشر الأواخر يزيد من عبادته، ويتفرغ للطاعة، وكأنه يستعد للقاء عظيم. فهذه الأيام هي مسك الختام، والله قدّر فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، ولذلك كان النبي ﷺ يضاعف جهده، مجسدًا قول الله تعالى: "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون"، فمن فاته شيء في بداية الشهر، فالعبرة بالنهاية، والمهم كيف نختم".
وأوضح: "لم يكن النبي ﷺ يكتفي بعبادته الفردية، بل كان يحرص على إيقاظ أهله لمشاركته في الطاعات، مما يعكس أهمية الصحبة الصالحة داخل الأسرة، فالبيت الذي يعمّره الذكر والصلاة والدعاء، هو بيت تملؤه البركة والسكينة، ولهذا كانت هذه الأيام فرصة للتقارب الأسري، حيث يجتمع الأهل على الطاعة، فيكون رمضان مناسبة لإعادة الروابط الإيمانية بينهم".
وأضاف: "العشر الأواخر هي أيام قيام وخلوة مع الله، فالليل يحمل سرًّا خاصًّا، وهو وقت الراحة الروحية، حيث تخلو القلوب بربها وتبث له الدعوات، وقد كان النبي ﷺ يحيي الليل بالعبادة، لأنه يعلم أن فيه لحظات عظيمة لا تُعوَّض، فمن أراد أن يخرج من رمضان بنفس نقية وقلب سليم، فليجعل هذه الأيام فرصة للإخلاص في العبادة، والتضرع إلى الله بكل ما يتمناه".
وقال: "العشر الأواخر ليست مجرد أيام تُقضى، بل هي فرصة ذهبية للتغيير الحقيقي، ومن فهم معناها، خرج منها بروح مطمئنة، وإيمان متجدد، وطاقة تدفعه ليكون إنسانًا أفضل بعد رمضان".