تعتبر تربية النعام من المشاريع الحيوانية التي شهدت اهتمامًا متزايدًا في الآونة الأخيرة، حيث يعتبر النعام مصدرًا مهمًا للإنتاج الحيواني من البيض واللحوم والريش، فضلاً عن أن تربيته تعد من الأنشطة الاقتصادية القادرة على تحقيق أرباح مستدامة.
ومن أهم مراحل نجاح مشروع تربية النعام تأتي مرحلة التفريخ، التي تعد العامل الحاسم في ضمان إنتاج الكتكوت الجيد والحصول على بيض قابل للتفريخ.
لتحقيق أفضل نتائج، يجب مراعاة العديد من القواعد الأساسية التي تتعلق بالظروف المثلى لدرجة الحرارة والرطوبة خلال عملية التفريخ، فضلاً عن توافر احتياجات التغذية السليمة والرعاية الكافية للقطيع.
عمليات تفريخ النعام: الفرق بين الطبيعي والصناعي
قام الدكتور محمود عاطف، أستاذ مساعد رعاية الدواجن بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، بتوضيح الفرق بين عمليتي التفريخ الطبيعي والصناعي. حيث أشار إلى أن التفريخ الطبيعي لا يعد الخيار الأمثل لمشروعات تربية النعام، وذلك بسبب تأثيراته السلبية على قدرة الأم على إنتاج البيض بشكل مستمر، وهو ما قد يضر بأهداف المشروع التي تسعى للحصول على معدلات إنتاجية عالية، لذلك، يعتمد معظم المربين على الطريقة الصناعية لضمان التفريخ المثالي.
![](https://www.agrinewz.com/content/upload/Large/320245103446497701870.jpg)
تدابير واحتياطات يجب مراعاتها
أوضح الدكتور محمود عاطف أن هناك عدة إجراءات أساسية يتوجب على المربين اتباعها لتحقيق نتائج جيدة في تفريخ النعام.وفيما يلي أبرز تلك الإجراءات:
- الاهتمام بقطيع الأمهات والأباء: يجب أن يكون سن الأمهات والأباء مناسبًا لضمان إنتاج بيض بجودة عالية.- توفير مساحات مناسبة: من الضروري توفير مساحات كافية للقطيع في بيئة صحية، لتجنب مشاكل التكدس وضمان الراحة.
- تغذية متوازنة: يجب تقديم علائق تحتوي على نسب كافية من البروتين لا تقل عن 20%، مع ضمان توفير الأملاح والمعادن بشكل متوازن.
وقد أكد الدكتور عاطف أن الاهتمام بكل هذه الجوانب يمكن أن يزيد من فرص الحصول على بيض جيد وصالح للتفريخ.
![](https://www.agrinewz.com/content/upload/Large/32024510366153265837.jpg)
التعامل مع الأمهات غزيرة الإنتاج
تتطلب الأمهات غزيرة الإنتاج رعاية خاصة نظرًا لقدرتهن على وضع بيضة كل 48 ساعة، وأوضح الدكتور عاطف أن بعض الأمهات قد تستمر في وضع البيض بشكل متواصل لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. وفي هذه الحالة، يجب اتباع نظم غذائية مخصصة لزيادة نسبة الأعلاف والفيتامينات، لمنع التأثيرات السلبية على جودة البيض وضمان قدرة البيضة على امتصاص كافة العناصر الغذائية الضرورية.
![](https://www.agrinewz.com/content/upload/Large/2202422175141516755881.jpg)
التفريخ الصناعي: مراحل التحضين وتحديد درجات الحرارة والرطوبة
أكد الدكتور عاطف على أهمية الالتزام بالقواعد الدقيقة خلال مرحلة التحضين في عملية التفريخ الصناعي، التي تستمر لمدة 42 يومًا، وهي ضعف المدة التي يتم خلالها تفريخ البيض في الدواجن.يتم استقبال البيض خلال الـ39 يومًا الأولى في ماكينات الاستيتر، وهي ماكينات مختصة بالحضانة، ثم يتم نقله إلى ماكينات الهاتشر في الأيام الثلاثة الأخيرة.
![](https://www.agrinewz.com/content/upload/Large/220241714543280474658.jpg)
نسب الحرارة والرطوبة:
في فترة الـ39 يومًا الأولى، يجب ضبط درجة الحرارة داخل ماكينات الاستيتر على 36.2 درجة مئوية، مع نسب رطوبة تتراوح بين 20 و30%، مما يسهم في فقد البيضة 14% من وزنها ويساعد في نمو الجنين بشكل صحي.في الأيام الثلاثة الأخيرة، والتي يتم فيها التحضين في ماكينات الهاتشر، يجب خفض درجات الحرارة قليلاً مع رفع نسبة الرطوبة إلى 55%، مما يساعد على تسهيل خروج الكتكوت من البيضة.
التقليب الدوري للبيض: من الضروري أن يتم تقليب البيض بشكل منتظم، مرة كل ساعة أو ساعتين، على محور 90 درجة، بحيث يتم قلب البيضة 45 درجة في كل اتجاه، وذلك لضمان توزيع الغذاء بشكل مناسب داخل البيضة ومنع التصاق الجنين بالقشرة.
![](https://www.agrinewz.com/content/upload/Large/220242217521622521288.jpg)
أهمية الالتزام بالقواعد التقنية
لقد أشار الدكتور عاطف إلى ضرورة اتباع التكنيك المنضبط خلال عملية التفريخ الصناعي، حيث أن أي تهاون في تطبيق هذه القواعد قد يؤدي إلى نتائج غير مرضية من حيث نسبة التفقيس وجودة الكتكوت.ويجب أن يتعاون المربون مع المختصين لضمان تنفيذ كافة الخطوات المطلوبة لتحقيق أفضل معدل إنتاج ممكن.
ختامًا، إن تربية النعام تتطلب اهتمامًا دقيقًا بكل مرحلة من مراحل حياتها، خاصة عملية التفريخ، التي تتطلب عناية خاصة بالظروف البيئية والتغذية السليمة للقطيع.