عرف الفلاح المصري تربية الطيور المائية لإنتاج اللحم منذ آلاف السنين، لما تتميز به لحوم هذه الطيور من جودة في الطعم خاصة بعد أن يجرى لها عملية الدفع الغذائي أو التزغيط، وخلد الفراعنة هذه العملية في النقوش التى تركوها في معابدهم.
ومن أهم أنواع الطيور المنزلية فى الريف البط ، وهو سمة بارزة في ريفنا المصري، قبل أن تتراجع نسبة الاهتمام بها لصالح الدواجن، بالرغم من أهميتها الغذائية كمصدر للبروتين الحيواني، علاوة على ما تُمثله من قيمة اقتصادية لمشروعات الإنتاج الداجني على صعيد التسمين.
وتنتشر تربية البط في القرى المصرية حول الترع والمجارى المائية وتعتمد هذه الطيور على نفسها في الحصول على الغذاء مما تصادفه من الحشائش والنباتات والطحالب والأسماك وغيرها، وتحتل الطيور المائية المرتبة الرابعة بعد الأسماك والدجاج والأرانب كأحد البدائل الهامة للحوم الحمراء المرتفعة الثمن.
وفى بعض الدول مثل الصين الشعبية تستغل المسطحات المائية في تربية الأسماك، والبط حيث تتغذى الأسماك على زرق البط ويسمى هذا النظام التكامل ونحن في مصر بحاجة للأخذ من هذا النظام نظرا لانتشار الترع و المجارى المائية في كل ريف مصر ويمكن استغلال هذه المسطحات المائية الواسعة في توفير الأسماك و لحوم الطيور المائية في نفس الوقت.
والبط من الطيور المستأنسة منذ عدة قرون، وتربية البط تمتاز عن تربية الدجاج بالسهولة لعدة أسباب نذكر منها تحملها للظروف البيئية "حرارة ورطوبة والتغلب على الحشرات والديدان الضارة والنباتات المائية" والمقدرة الإنتاجية العالية "إنتاج لحم –بيض – ريش – زرق" وانخفاض تكاليف الإنتاج إلى جانب استخدامها كطيور زينة