شهدت تربية الديوك الرومية الهجينة قفزة تكنولوجية كبيرة خلال السنوات الأخيرة، حيث لم تعد الطيور قادرة على التكاثر الطبيعي بسبب ضخامتها، ما أدى للاعتماد الكامل على التلقيح الصناعي، الذي يتيح اختيار صفات وراثية مميزة ورفع معدلات الفقس.
يتم تربية هذه الطيور في مزارع متخصصة تابعة لشركات متكاملة، في ظروف بيئية مضبوطة، حيث تُربى الإناث والذكور حتى عمر 28 أسبوعًا، ثم تُنقل إلى مزارع التربية. يتم التحكم في الإضاءة بدقة لضمان النمو دون تحفيز مبكر على وضع البيض، إذ لا يُسمح بأكثر من 10 ساعات من الضوء يوميًا.
وفي مزارع التربية، تبدأ الإناث في إنتاج البيض، حيث تضع الأنثى الواحدة بين 100 و130 بيضة في كل دورة. يُجمع البيض يوميًا بشكل أوتوماتيكي، ويُنقل إلى المفقسات، حيث يُخزن تحت درجات حرارة ورطوبة معينة قبل أن يوضع في الحاضنات. يزن البيض حوالي 86 جرامًا وتُقدر قيمته بـ0.88 دولارًا للبيضة.
بعد 28 يومًا من الحضانة، يفقس البيض وتُجرى عملية فرز وتحديد جنس الكتاكيت، ثم تقليم المناقير والأصابع، وتطعيم الطيور ضد الأمراض، قبل نقلها إلى مزارع التسمين خلال أول 12 ساعة من الفقس.
وفي مزارع التسمين، تُربى الطيور وفقًا لاحتياجات السوق؛ إذ تستهلك الإناث 35 رطلاً من العلف لتصل لوزن 14-20 رطلاً خلال 12-14 أسبوعًا، بينما يستهلك الذكر حوالي 90 رطلاً من العلف ليصل إلى وزن 35-42 رطلاً خلال 16-19 أسبوعًا.
ويتم نقل الطيور إلى المصانع بمجرد بلوغها الوزن المثالي، حيث تُذبح بطريقة إنسانية، وتُجهز للبيع بعد إزالة الأحشاء والريش. تبلغ تكلفة معالجة كل رطل حوالي 19 دولارًا، بينما يُقدر سعر الجملة لجثة الديك الرومي الواحدة بحوالي 0.65 دولارًا للرطل.
وتُظهر هذه المنظومة المتطورة مدى تقدم صناعة الدواجن، خاصة في قطاع الديوك الرومية، التي أصبحت نموذجًا ناجحًا للتربية الحديثة والتكامل بين العلم والإنتاج الغذائي.
