في ظل التحديات الاقتصادية وارتفاع تكاليف الغذاء، تتجه أنظار الكثير من العائلات الريفية نحو إحياء أسلوب تقليدي أثبت فعاليته على مرّ السنوات: تربية الدواجن في الفناء الخلفي، والذي بات يمثل موردًا غذائيًا واقتصاديًا مهمًا للأسر محدودة الدخل.
ويقوم هذا النظام الزراعي البسيط على تربية أنواع متعددة من الدواجن كالدجاج والبط والإوز والديوك الرومية في بيئة مفتوحة خلال النهار، مع توفير ملجأ ليلي لحمايتها. وتُعد تربية الدواجن في الفناء الخلفي منخفضة التكلفة، حيث تعتمد بشكل كبير على الأعلاف المنزلية والمخلفات الزراعية، مما يقلل من الحاجة إلى الأعلاف التجارية.
وبحسب التقارير الزراعية، فإن أكثر من 80% من الأسر الريفية تمارس تربية الدواجن على نطاق صغير، مما يجعلها واحدة من أكثر الأنشطة الزراعية شيوعًا وانتشارًا في المناطق ذات الموارد المحدودة. وتُستخدم المنتجات الحيوانية مثل البيض واللحم إما للاستهلاك المنزلي أو للبيع المحلي، ما يوفر مصدرًا مستدامًا للبروتين والدخل.
ورغم أن الدواجن المحلية تعاني من ضعف في الأداء الإنتاجي مقارنة بالسلالات التجارية، إلا أن إدخال سلالات محسنة تمتاز بقدرتها على التكيف، والمقاومة الطبيعية للأمراض، وتحقيق إنتاج أعلى، ساعد في تطوير هذا القطاع بشكل كبير.
ويواجه المزارعون عدة تحديات أبرزها نقص التوعية البيطرية، وارتفاع معدل نفوق الكتاكيت، وتقلب أسعار العلف. ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن برامج التدريب، وتوفير اللقاحات، والتحسين الوراثي للسلالات، يمكن أن تسهم في التغلب على هذه العقبات وتحقيق نتائج أفضل.
ويؤكد متخصصون في التنمية الريفية أن هذا النوع من المشاريع لا يوفّر فقط الغذاء والدخل، بل يُمكّن النساء والأطفال وكبار السن من المساهمة في العمل والإنتاج، مما يعزز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للأسر.
كما أشار بعض المزارعين إلى أهمية الحظائر الصحية والتهوية الجيدة، وتوفير مياه نظيفة، ومراقبة الحالة الصحية للطيور، لضمان نجاح المشروع واستمراريته.
وفي ظل الحاجة الملحّة لأنظمة إنتاج غذائي مستدامة وصديقة للبيئة، تبرز تربية الدواجن في الفناء الخلفي كنموذج مثالي يجمع بين البساطة، والفعالية، والاستدامة.