تُعد الدواجن السوداء من أغرب أنواع الطيور على الإطلاق، ولا توجد في مصر إلا في مزرعة واحدة فقط، وربما يكون ارتفاع سعرها أحد أهم أسباب عدم الانتشار.

وبالرغم من ضخامة صناعة الدواجن في مصر، والتي تصل حجم استثماراتها إلى أكثر من 100 مليار جنيه، ويعمل بها أكثر من 3 ملايين فرد، إلا أن الدواجن السوداء لا تزال بعيدة بشكل نسبي عن اهتمامات رجال الأعمال العاملين في القطاع.

حيث تتميز الدواجن السوداء بلونها الأسود الداكن في كل مكوناتها سواء الريش، الجلد، والعظام، ويرجع السبب في ذلك اللون هو اضطراب وراثي يُعرف باسم "فرط التصبغ"، ويعتبرها العديد من الدول أحد أنواع اللحوم الفاخرة بسبب سعرها المرتفع لذلك لا يتناولها إلا الأغنياء.

كما يعود أصل هذه الدواجن السوداء إلى جزيرة جاوة الإندونيسية، ولكنها تنتشر الآن بشدة في عدد من دول أوروبا مثل هولندا، ألمانيا، سلوفاكيا، والتشيك، ويصل وزن الديوك ما بين 2-2.5 كجم، أما الأنثى فتزن ما بين 1.5-2 كجم.

و الدجاجة تبيض بيض ذو لون كريمي مع مسحة خفيفة من اللون الوردي، كما تزن البيضة الواحدة حوالي 45 جرام، وتضع الدجاجة الواحدة 80 بيضة كل عام تقريبًا، بمعدل بيضة واحدة كل أسبوع.

الدواجن السوداء في مصر

لا تتواجد تلك الدواجن إلا في مزرعة وحيدة في مصر تابعة للقطاع الخاص تقع في منطقة المرج، ويصل سعر الواحدة منها إلى أكثر من 20 ألف جنيه، حيث أكد صاحب المزرعة أنه يتم تصدير لحوم تلك الدواجن إلى الخارج بسبب سعرها المرتفع، كما أن المصريين لا يزالوا يرفضون استهلاكها بسبب السعر واللون الذي لا يفضله كثير من المصريين.

وأضاف: في إندونيسيا موطن هذه الدواجن يتم تقديمها بكثرة للنساء الحوامل لاحتواء لحومه على نسبة عالية من الحديد، كما أنه يعد رمزًا للقوة والثراء، كما يعد لحمه في الصين طعامًا مفضلاً للنساء الثريات بعد الولادة، لأنه يعيد طاقتهن بعد أن يفقدن الكثير من المكونات الغذائية خلال فترة الحمل، وأشار إلى أن سعر الكتكوت للدجاجة السوداء يصل إلى 500 جنيهًا.

أسباب عدم الانتشار الدجاج الأسود في مصر

ترجع أسباب عدم انتشارها في مصر، إلى أنها أغلى بكثير من باقي أنواع الطيور التي اعتاد المواطنون على تناولها، بالإضافة إلى أن الدواجن السوداء تحتاج إلى 4-6 أشهر للوصول إلى حجم مناسب للاستهلاك على عكس باقي أنواع الطيور في مصر أيضًا.

بالإضافة أن كثير من المواطنين لا يعرفونها بشكل كافي مما يقلل من الطلب عليها، كما لا توجد دراسات كافية أو اهتمام واسع بهذه السلالة محليًا، كما أن تربيتها تحتاج ظروف تربية خاصة، وقد لا تتكيف بسهولة مع المناخ المصري.

صعوبة التربية في المزارع

وأوضح عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن تربية وانتشار هذا النوع من الدواجن في مصر أمر صعب للغاية نظرًا لارتفاع سعرها وصعوبة تربيتها سواء في المنازل أو المزارع الصغيرة التي تعتبر الأكثر انتشارًا في مصر.

وأشار إلى أن المصريين عمومًا لا يفضلون استهلاك الأنواع الغريبة من الأطعمة، سواء كانت لحوم حمراء، بيضاء أو أسماك. وبالتالي، يكون من الصعب التوسع في انتشار هذه الأنواع في مصر حاليًا أو في المستقبل.