أ
أ
يُعد الديك الرومي واحدًا من الخيارات المثلى التي يمكن اللجوء إليها لتنويع مصادر البروتين الحيواني الضرورية لجسم الإنسان، مما يسهم في تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض، يمكن الحصول على البروتين من خلال الدواجن، اللحوم الحمراء، أو الأسماك.
وقد تناول الدكتور عامر مكرم، مدير مزرعة الدواجن في كلية الزراعة بجامعة الفيوم، هذا الموضوع أثناء استضافته في برنامج "المرشد الزراعي"، الذي تقدمه الإعلامية آية طارق على قناة مصر الزراعية.
مصادر البروتين الأقل شيوعًا في مصر
ضمن قائمة البدائل البروتينية الأقل شهرة في مصر، يبرز الديك الرومي، الحمام، والأرانب، وعلى الرغم من أن بعضها لا يحظى بشعبية واسعة بين المصريين ويُعتبر طعامًا خاصًا يُستهلك في مناسبات معينة، إلا أن هذه المفاهيم بحاجة إلى تصحيح، فهذه الأطعمة تحتوي على عناصر غذائية هامة تلبي احتياجات الجسم وتساهم في توفير التغذية المتوازنة.
الأهمية الاقتصادية لتربية الديك الرومي
و أوضح الدكتور عامر مكرم، مدير مزرعة الدواجن بكلية الزراعة بجامعة الفيوم، الأهمية الاقتصادية لتربية الديك الرومي، مشيرًا إلى أن الهدف الرئيسي من تربية الدواجن، بما في ذلك الرومي، هو سد الفجوة في توفير البروتين الحيواني، وأضاف أن الديك الرومي يعد مصدرًا ممتازًا للحوم بفضل حجمه الكبير ونسبة اللحم المرتفعة التي يقدمها، مما يجعله خيارًا اقتصاديًا ذا قيمة عالية.خصائص الديك الرومي الغذائية والتربوية
أضاف الدكتور عامر مكرم أن لحوم الديك الرومي تحتوي على نسبة بروتين تصل إلى 36%، كما أنها غنية بالكالسيوم والمغنيسيوم وعدد من العناصر الغذائية الأساسية. وأوضح أن نسبة الدهون في لحوم الديك الرومي منخفضة، مما يجعلها خيارًا صحيًا بالمقارنة مع بعض أنواع اللحوم الأخرى، وبيّن أن الديك الرومي يأتي في المرتبة الثانية بعد الدجاج من حيث انخفاض محتوى الدهون.
سهولة تربية الديك الرومي وتكيفه مع البيئات المختلفة
أشار الدكتور عامر مكرم إلى أن الديك الرومي يتمتع بقدرة استثنائية على التكيف مع مختلف الظروف المناخية، سواء كانت باردة أو حارة. يمكن تربيته في البيئات المفتوحة أو المغلقة، سواء كانت في المنازل أو المزارع. كما أضاف أن من مميزات تربية الديك الرومي أنه يمكن تغذيته على المخلفات الزراعية في بعض مراحل نموه، مما يجعله خيارًا اقتصاديًا مناسبًا للمربين.
التطور في صناعة الديك الرومي وأثره على الأسعار
أوضح الدكتور مكرم أن صناعة تربية الديك الرومي شهدت تطورًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، مشيرًا إلى أن دخول السلالات الجديدة عالية الكفاءة في تحويل العلف إلى لحم ساهم في زيادة الإنتاج وتقليل التكلفة. وأكد أن هذا التحسن أدى إلى انخفاض معدل التحويل الغذائي من 2.5 إلى 1، مما ساعد على زيادة أوزان الديك الرومي لتصل إلى 25 كيلوغرامًا. وأضاف أن هذا التطور أسهم في خفض الأسعار، حيث تراوحت أسعار الديك الرومي بين 65 و150 جنيهًا للكيلوغرام، لكنها انخفضت مع زيادة الإنتاج.
الإقبال على تربية الديك الرومي في الريف المصري
تابع الدكتور عامر مكرم حديثه موضحًا أن الإقبال على تربية الديك الرومي في الريف المصري شهد زيادة ملحوظة، حيث يفضل المزارعون تربية الرومي البلدي باستخدام الطرق التقليدية، بينما يتم تربية الرومي التجاري في مزارع متخصصة. وأكد أن الفجوة التي كانت موجودة سابقًا في مجال تربية الرومي قد تقلصت، حيث كان يفتقر الأمر إلى الأعلاف المتخصصة التي تحد من انتشاره. ومع تطور الأعلاف المخصصة، تحسن الإنتاج وزاد العائد الاقتصادي للمربين.
سلالات الديك الرومي في مصر وتصنيفاتها
ذكر الدكتور مكرم أن سلالات الديك الرومي في مصر تنقسم إلى ثلاث فئات رئيسية:الأولى، هي السلالات الخفيفة الوزن، مثل الرومي البلدي، الذي ينضج في فترة تتراوح بين 9 إلى 12 أسبوعًا ويصل وزنه إلى 4-6 كيلوغرامات.
الثانية، هي السلالات متوسطة الوزن، التي تتراوح أوزانها بين 6-10 كيلوغرامات بعد 12 إلى 14 أسبوعًا. أما الثالثة فهي السلالات الثقيلة، التي تمتد دورة نموها إلى 16-20 أسبوعًا وتصل أوزانها إلى 10-14 كيلوغرامًا.
العوامل الاقتصادية وتأثير الوزن على الجدوى الإنتاجية
أوضح مدير مزرعة الدواجن بكلية الزراعة بجامعة الفيوم أن الجدوى الاقتصادية من تربية الديك الرومي تعتمد بشكل أساسي على الوصول إلى الوزن المستهدف لكل سلالة، مدللًا على أن السلالات الخفيفة يجب أن تصل إلى 6 كيلوغرامات للإناث و10 كيلوغرامات للذكور، موضحًا أن أي انخفاض عن هذا الوزن يؤدي إلى خسائر اقتصادية بسبب ارتفاع تكلفة التربية، مؤكدًا أن تحقيق الوزن المستهدف يضمن تحقيق عائد اقتصادي جيد، بينما يؤدي تجاوز الفترات المحددة للنمو إلى زيادة التكاليف دون تحقيق أرباح مناسبة.
