أ
أ
تعد تغذية الدواجن من العوامل الأساسية التي تؤثر بشكل كبير ومباشر في إنتاجها، حيث تشكل حوالي 75% من تكاليف إنتاج اللحم و65% من تكاليف إنتاج البيض.
لذلك، فإن أي خلل في التغذية، مثل نقص أحد المكونات الأساسية، يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية تظهر على القطيع نتيجة سوء التغذية، مما يؤثر بدوره على إنتاجه، ومن هنا تأتي أهمية توفير علائق متوازنة اقتصادية تلبي احتياجات الدواجن الغذائية، ما يساهم في تحقيق أقصى إنتاج بأقل التكاليف.
وهذا بدوره يساهم في زيادة الدخل القومي ويساعد في معالجة أزمة اللحوم وتحقيق الأمن الغذائي.
أغراض من تغذية الدواجن بالشكل السليم:
تتمتع الدواجن بقدرة عالية على تحويل المواد غير القابلة للاستهلاك البشري مثل مخلفات المزارع والمصانع إلى مواد غذائية قيمة للإنسان مثل اللحم والبيض.لكن الدواجن لا تستخدم غذاءها فقط في إنتاج اللحم والبيض، بل تستخدم جزءًا منه في بناء جسمها، وجزءًا آخر لإنتاج الطاقة التي تحافظ على حياتها، وجزءًا لحفظ بقائها من خلال التناسل.

ويمكن تلخيص أغراض تغذية الدواجن فيما يلي:
- حفظ الحياة:
يشمل ذلك تنظيم حرارة الجسم، وصحة الأنسجة، ونشاط العضلات، والهضم، والتمثيل الغذائي والإخراج. هذه العمليات ضرورية لضمان صحة الدواجن وأداء وظائفها الحيوية مثل النمو والحركة والتنفس والدورة الدموية.- النمو:
يقصد به زيادة حجم الطائر من خلال نمو العظام والأنسجة البروتينية، ويعد هذا الغرض من العوامل المهمة في تغذية الدواجن لإنتاج اللحم.التناسل:
يبدأ هذا الغرض بعد اكتمال النمو والنضج الجنسي، حيث تبدأ الأنثى في إنتاج البويضات ويبدأ الذكر في إنتاج الحيوانات المنوية، ما يؤدي إلى التزاوج والتكاثر. يعتبر هذا الغرض بالغ الأهمية بالنسبة للمربي في إنتاج البيض.- التسمين:
يحدث هذا بعد توقف النمو أو التناسل، حيث يقوم الطائر بتخزين الفائض من الغذاء على هيئة دهن ولحم، مما يؤدي إلى زيادة الوزن.الغذاء الذي يُستخدم للحفاظ على الحياة يسمى "العليقة الحافظة" ويشكل 75-80% من الغذاء في الدواجن الكبيرة، بينما يشكل 85-90% في الفراخ الصغيرة، أما الجزء المتبقي من الغذاء، الذي يُستخدم للنمو والتناسل والتسمين، فيُسمى "العليقة الإنتاجية".

المركبات الغذائية الأساسية اللازمة لتغذية الدواجن
تحتوي علائق الدواجن المتوازنة على المركبات الغذائية الآتية:1- الكربوهيدرات.
2- الدهون.
3- البروتين.
4ـ الأملاح.
5ـ الفيتامينات.
6ـ الماء.
7- إضافات ومكملات آخري.

أولاً: الكربوهيدرات:
- تركيبها: هي عبارة عن مواد عضوية مركبة من عنصر الكربون بالإضافة إلى عنصري الايدروجين والأكسجين بنسبة وجودهما في تركيب الماء أي 2 : 1 حجما.
- مصادرها: وتنقسم من الوجهة الغذائية إلى:
أ ـ الكربوهيدرات الذائبة: مثل السكريات المختلفة والنشا.. وهي سهلة الهضم والامتصاص.
ب ـ الكربوهيدرات غير الذائبة: (أو الألياف الخام) مثل السيليلوز ـ وهي صعبة الهضم والامتصاص.
وتتوافر الكربوهيدرات في مواد العلف ذات الأصل النباتي مثل: الحبوب (كالذرة، والشعير وغيرها) ومخلفاتها (رجيع الكون ـ النخالة) وكذلك من الدريس ــ وتوجد بنسبة ضئيلة في مواد العلف ذات الأصل الحيواني.
- وظائفها الحيوية: تتحول الكربوهيدرات بعد هضمها الى سكريات بسيطة (سكر الجلوكوز) يمتصها الجسم ويحرق ما يحتاجه منها لتوليد الحرارة والطاقة اللازمين لحفظ الحياة والإنتاج، وما زاد عن حاجتها يتحول إلى دهن تختزنه في جسمها.

ثانياً: الدهون:
- تركيبها: وهي ايضا عبارة عن مواد عضوية تتركب من عناصر الكربون والايدروجين والاوكسجين ولكن العنصرين الاخيرين فيها ليسا بنسبة وجودهما في تركيب الماء.
ــ مصادرها: أما نباتية مثل: متخلفات عصر الزيوت (كسب القطن المقشور -- كسب الصويا ۔ كسب الكتان ـ كسب السمسم.. الح) أو حيوانية مثل: الدهون والشحوم الحيوانية.
ـ وظائفها الحيوية: تتحول بعد هضمها إلى أحماض دهنية تنتج الحرارة والطاقة بكمية تزيد على ضعف ما يطلقه نفس القدر من الكربوهيدرات، وتضاف الدهون إلى عليقة الدواجن للتسمين أو لتحسين طعم العليقة وتماسكها علاوة على أنها المصدر الرئيسي للحرارة والطاقة.

ثالثاً: البروتين:
- تركيبه: البروتينات عبارة عن مواد عضوية تتركب من عناصر، الكربون، الأيدرجين، الأكسجين والنتروجين، وأحياناً الكبريت والفوسفور – وتتألف البروتينات من مجموعات مختلفة من الأحماض الأمينية مرتبطة مع بعضها ارتباطا
كيماويا وعددها حوالي 22 حمض اميني معظمها موجود بكميات – كافية في مصادر البروتين المختلفة الداخلة في تركيب العليقة او – يستطيع الحيوان انتاجها في جسمه بتحويل بعضها إلى البعض الآخر.
ولكن هناك ستة أحماض أمينية يجب أن يعطى لها اعتبار خاص لأن نسبتها في مكونات العليقة محدودة وهي:
جليسين /ارجينيان/ لايسين /مثيونين / سيستين / تربتوفان .

وهذا يوضح أهمية تنويع مصادر البروتين في العليقة بحيث يكون ربع الكمية من أصل حيواني والباقي من أصل نباتي ولذا يضمن المربي توفر الأحماض الأمينية الضرورية لاستكمال عناصر الغذاء.
- مصادره: منها مصادر نباتية، مصادر حيوانية.
أ ـ المصادر النباتية: مثل: البقول (الفول - العدس) ومخلفات المعاصر (كسب فول الصويا - كسب بذرة القطن - كسب الفول السوداني - كسب الكتان - كسب السمسم ... الخ).
ب ـ المصادر الحيوانية: مثل: مسحوق السمك واللحم والدم ـ الحليب المجفف ـ الحليب الفرز.
وظائفه الحيوية: تتحول البروتينات بعد هضمها إلى أحماض أمينية تساعد الحيوان علي:
1ـ النمو وبناء أنسجة جسمه: فهي تدخل في تركيب الدم والعضلات والجلد والريش والمنقار.
2ـ تعويض الفاقد من بروتين الجسم.
3 ـ إنتاج البيض واللحم.
وليكن معلوماً أنه لا يمكن لأية مركبات غذائية أخرى أن تحل محل البروتين في العليقة بينما يمكن للبروتين الزائد عن الحاجة أن يحل محل الكربوهيدرات أو الدهون في توليد الطاقة ولكنها لا تحتزن.

رابعا: الأملاح:
مواد معدنية تؤدي دورا كبيراً في تغذية الدواجن وتنقسم الأملاح الواجب دخولها في علائق الدواجن إلى:
أ ـ أملاح رئيسية: أهمها: أملاح الكالسيوم، والفسفور، والمنجنيز، والصوديوم.. وغيرها.
ب ـ أملاح نادرة: وتضاف كلها عادة إلى العليقة في تركيبة واحدة تسمى (المخلوط المعدني) وأهمها: أملاح البوتاسيوم، المنجنيز، الزنك، الكوبالت، اليود، الحديد، النحاس، المغنسيوم، الكبريت... وغيرها.
مصادرها: مسحوق الصدف، مسحوق العظام، مسحوق الحجر الكلسي، ملح الطعام.. وغيرها.
وظائفها الحيوية:
۱- بعضها يدخل في تكوين الهيكل العظمي وقشرة البيض.
2– بعضها يدخل في تكوين الريش والمنقار والأظافر.
3- بعضها يدخل في تركيب الدم وتنظيم عمل ضربات القلب.
4- ضرورية للهضم والتمثيل الغذائي.

خامسا: الفيتامينات:
هي مواد غذائية عضويه يوجد في علائق الدواجن ضرورية جداً لمساهمتها في العمليات الحيوية لتغذية الدواجن في أثناء النمو والإنتاج ونقصها يعرض الدواجن للإصابة بأمراض نقص الفيتامينات.
سادساً: الماء:
يعتبر توفير الماء النظيف باستمرار للدواجن أمر هام وأساسي في التغذية وخاصة في الصيف وحسب الاحتياجات السليمة الواقعية للقطيع – وهو من ضروريات الحياة بالنسبة للطيور.. فالطائر يمكنه أن يعيش بضعة أيام دون أكل ولكنه يهلك دون ماء ــ كما يتوقف إنتاج البيض تقريباً إذا منع الماء عن الطائر مدة ٤٨٠ ساعة.
وظائفه الحيوية:
أ - ضروري للهضم والامتصاص والتمثيل الغذائي.
ب ـ يساعد في طرد المواد الضارة عن طريق الكلى.
ج ـ ينظم درجة حرارة الجسم.
- مصاد:
مياه الشرب ـ اللبن الفرز -- مواد العلف الخضراء: (نسبة الماء فيها تصل إلى 90%) ـ مواد العلف الجافة (نسبة الماء فيها تصل إلى 5%).

سابعاً: إضافات ومكملات أخرى:
وهي مواد غير مغذية ولكنها تضاف للعلائق لتأثيرها على النمو والإنتاج أهمها:
أ ـ المضادات الحيوية التي تقاوم تكاثر الميكروبات مثل:
التراميسين/ الفييراميسين /النيوما بسين /النفثين.
ب - مضادات الكوكسيديا: للوقاية والعلاج من الاصابة بالكوكسيديا.
ح - مضادات التأكسد: لمنع التزنخ مثل: السانتكوين .
وتضاف أحياناً بعض الهرمونات، والمواد الملونة، وفاتحات الشهية وغيرها من المكملات ولكل منها تأثير معين سواء في النمو أم كمية الإنتاج أم نوعه.
البروبيوتيك وتأثيره في تغذية الدواجن
البروبيوتيك هو مجموعة من الكائنات الدقيقة التي توجد بشكل منفرد أو في مجموعات ولها تأثيرات إيجابية على صحة العائل، حيث تساعد في تحسين خصائص الميكروفلورا في الأمعاء. وبعض أنواع البكتيريا والفطريات والخمائر تعد جزءًا من البروبيوتيك مثل اللاكتوباسيلاس، الانتروكوكاس، و الاستربتوكوكاس، بينما توجد أنواع أخرى بشكل حر مثل الباسيلاس و السكروميسيس.
تتعدد ردود فعل البروبيوتيك، ومنها:
- رد الفعل المضاد للبكتيريا: يتمثل في إفراز مواد تثبط نمو البكتيريا الضارة مثل البكتريوسين، الأحماض العضوية، وبيروكسيد الهيدروجين.- الرد الفعل التنافسي: يتمثل في التنافس مع الكائنات الدقيقة المرضية على مواقع الالتصاق في الأغشية المخاطية للأمعاء، ما يمنع تكاثر الكائنات الممرضة.
- التنافس على المواد الغذائية: حيث يعمل البروبيوتيك على تحسين الظروف في الأمعاء الدقيقة مما يساهم في تقليل نمو البكتيريا الممرضة.
تؤثر البروبيوتيك على تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض، تحسين وظيفة الجهاز المناعي، وتحسين البنية المورفولوجية للأمعاء الدقيقة. كما ينعكس ذلك على تحسين معدلات النمو في كتاكيت التسمين وزيادة كفاءة تحويل الغذاء وتقليل نسبة النفوق. من جهة أخرى، لم تُلاحظ تأثيرات البروبيوتيك على نسبة الدهون في كتاكيت التسمين.
تشير الدراسات إلى أن تأثيرات البروبيوتيك تعتمد على التركيبة السلالية للبكتيريا المستخدمة، مستوى الإضافة، تركيب العليقة، جودة الكتاكيت، والظروف البيئية.

إن التخلص من استخدام المضادات الحيوية في علائق الدواجن يتطلب إيجاد بدائل مناسبة تحافظ على صحة الطيور وإنتاجهاـ ويُعد استبدال المضادات الحيوية بمنشطات النمو الطبيعية من الحلول الرئيسية التي تساهم في هذه المشكلة، لما لها من تأثيرات إيجابية على الصحة العامة للطيور من خلال تعزيز الجهاز المناعي وتحسين الكفاءة الإنتاجية، ولكن من الضروري فهم آليات عمل هذه الإضافات بشكل دقيق لاستخدامها بشكل فعال كبديل للمضادات الحيوية في صناعة الدواجن.