في ظل التوجه نحو الزراعة المستدامة وتنويع مصادر الدخل للمزارعين، تبرز تربية النعام كفرصة واعدة تجمع بين الربحية والممارسات الصديقة للبيئة. فالنعامة الواحدة قادرة على إنتاج مجموعة متنوعة من السلع القابلة للبيع، بما في ذلك الريش والبيض اللذين لا يتطلبان أي ضرر جسدي للحيوان، مما يتيح للمزارع الصغيرة إدارة عمليات مستدامة ومربحة على المدى الطويل. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر جلد النعام من السلع الفاخرة التي يمكن بيعها بأسعار مرتفعة.
وتتميز تربية النعام بكفاءة عالية في تحويل الأعلاف مقارنة بالماشية التقليدية مثل الأبقار. فنظام النعام الغذائي يتطلب كميات أقل من العلف لإنتاج نفس الكمية من المنتج، حيث تبلغ نسبة تحويل العلف في النعام حوالي 3.6 إلى 3.9، بينما تصل في الأبقار إلى حوالي ستة. هذه الكفاءة تجعل تربية النعام خيارًا أكثر استدامة من الناحية البيئية، خاصة مع الأخذ في الاعتبار متطلبات المساحة الأصغر التي تحتاجها.
وتكمن الربحية المحتملة لتربية النعام في القيمة الفاخرة والمستجدة لمنتجاته، خاصة الجلود والريش واللحوم. كما أن لحم النعام يمثل خيارًا غذائيًا جذابًا للمستهلكين المهتمين بالصحة والباحثين عن تجارب جديدة. ويحظى الريش والجلود بطلب ثابت في صناعة الأزياء، بينما يستخدم الريش أيضًا في صناعات أخرى. علاوة على ذلك، قد يكون لأجزاء أخرى من النعام استخدامات طبية.
ولبدء مهنة كمزارع نعام في مصر، يمكن اتباع عدة خطوات أساسية. أولاً، اكتساب فهم شامل لسلوك النعام واحتياجاته الغذائية والبيئية. ثانياً، تحديد المنتجات التي يرغب المزارع في بيعها بناءً على موارده المتاحة. ثالثاً، تحديد موقع الأرض المناسبة وحيازتها وإعدادها بتقسيمها لتلبية احتياجات التربية والإيواء. رابعاً، اختيار السلالة المناسبة من النعام، مع الأخذ في الاعتبار سهولة التعامل وحجم الإنتاج المطلوب. خامساً، توفير خيارات تغذية متوازنة تعتمد على الأعلاف الجاهزة أو زراعة المحاصيل المناسبة. وأخيراً، شراء النعام من مزارع قائمة، سواء كانت بيضًا غير مفقس أو كتاكيت صغيرة أو طيورًا بالغة.
إن تربية النعام لا تتطلب مساحات شاسعة من الأراضي ويمكن أن تدر دخلاً متنوعًا للمزارعين في مصر، مما يمثل فرصة واعدة لتنويع الإنتاج الزراعي وتعزيز الاستدامة.