الثلاثاء، 05 شعبان 1446 ، 04 فبراير 2025

الملح مش مجرد توابل.. اعرف ليه مهم للدواجن وحقق أعلي انتاجية منهم

الدواجن  دواجن  فراخ  الفراخ  الدجاج
دواجن
أ أ
techno seeds
techno seeds
تعد تربية وصناعة الدواجن من أبرز المشروعات الاقتصادية الحيوية التي تساهم بشكل كبير في تأمين الاحتياجات الغذائية للبشر، حيث توفر البروتين الحيواني اللازم للإنسان كبديل مهم للحوم الحمراء.

نظراً لهذا الدور الكبير، تصبح الحاجة ملحة للمربين والمستثمرين في هذا المجال للتركيز على أسس النجاح في تربية الدواجن، وتحديداً من خلال الاهتمام بتغذية الطيور واختيار المواد الغذائية المناسبة التي تضمن نموًا صحيًا وإنتاجية عالية.

في هذا السياق، قدم الدكتور عبد الرحيم ريحان، الباحث في تغذية الدواجن بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، رؤية علمية حول أهمية برامج تغذية الدواجن وأثرها على الإنتاجية، بالإضافة إلى الإشارة إلى أهمية بعض العناصر الغذائية مثل "الملح" في برامج تغذية الدواجن.

التغذية السليمة: أساس الإنتاجية في مزارع الدواجن

بدأ الدكتور عبد الرحيم حديثه بالتركيز على الأخطاء الشائعة التي يرتكبها بعض المربين في تقديم العلف، خاصة ما يتعلق بتوزيع العلف على مراحل.

حيث يعتقد البعض أن تقديم العلف ذو البروتين العالي في بداية حياة الطائر يساهم في تسريع النمو، ولكن هذا الاعتقاد ليس دقيقًا، بل قد يؤدي إلى نتائج عكسية.

على سبيل المثال، يقوم البعض بتغذية الدواجن بعلف "بادي" في الأسبوعين الأولين من عمرها، ثم يستمرون في تقديم العلف النامي الذي يحتوي على 21% من البروتين حتى نهاية الدورة، وهو ما يتجاوز احتياجات الطائر بنسبة 2-3%، ما يؤدي إلى تحوّل هذا الفائض من البروتين إلى حمض اليوريك.

هذه الزيادة في حمض اليوريك تشكل عبئًا على كلى الطائر وتسبب مشكلات صحية، خاصة في الدجاج البياض، حيث يمكن أن تؤدي إلى تحجر البيض وصعوبة إخراجه.

أهمية تقسيم مراحل تربية الدواجن حسب نوع السلالة

أوضح الدكتور ريحان أن تربية الدواجن البياضة تمر بعدة مراحل متتالية تبدأ بمرحلة التربية التي تستمر من 100 إلى 120 يومًا، وتنتقل بعدها الطيور إلى مرحلة الإنتاج في العنابر المخصصة لذلك.

وتعتبر هذه المراحل من أهم فترات حياة الطائر، حيث تتغير احتياجات الطائر الغذائية مع تقدم عمره، ولذلك يجب أن يتم تقديم العلف بطريقة منضبطة وفقًا لاحتياجاته في كل مرحلة.

فوجود أي خلل في تغذية الطائر في هذه الفترات يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات سلبية تؤدي إلى خسائر كبيرة يصعب تداركها في وقت لاحق.

وأشار الدكتور ريحان إلى أن اختيار سلالة الدواجن يؤثر بشكل كبير على برامج التغذية، حيث تتفاوت احتياجات السلالات المختلفة من الدواجن.

فعلى سبيل المثال، يحتاج الدجاج الأبيض التجاري إلى تغذية تحتوي على بروتينات بنسبة أعلى نظرًا للسرعة العالية في نموه، في حين أن السلالات البلدية مثل الفيومي والدندراوي تتطلب نسبًا أقل من البروتين، وهذه الفروق تتطلب مراعاة دقيقة لنظام التغذية بما يتناسب مع السلالة للحصول على أعلى معدلات نمو وإنتاج.

التغذية المتوازنة: تضمن أعلى معدلات تحويل غذائي

أضاف الدكتور ريحان أن التغذية المتوازنة هي التي تحقق أعلى استفادة من العناصر الغذائية المتاحة بأقل تكلفة.

فالتغذية الجيدة لا تقتصر على البروتين فقط، بل تشمل أيضًا المعادن الأساسية مثل الكالسيوم والفوسفور، وكذلك الأحماض الأمينية التي تساعد على تحسين التحويل الغذائي وزيادة معدلات النمو.

وهذا النظام الغذائي السليم يساعد على تحقيق أعلى مستويات الإنتاج مع أقل التكاليف.

أهمية "الملح" في تغذية الدواجن

فيما يتعلق بالملح كمصدر للصوديوم في العلف، أكد الدكتور ريحان على أهمية هذا العنصر في برامج تغذية الدواجن.

على الرغم من أن الملح يعد من المواد الزهيدة التكلفة، إلا أن غيابه أو نقصه في العلف قد يؤدي إلى حدوث مشكلات غذائية خطيرة، مثل اضطرابات في نمو الطائر وسلوكيات غير طبيعية مثل التهام الطيور لبعضها البعض.

ويعتبر الصوديوم من العناصر الأساسية التي تؤثر بشكل مباشر في العمليات الحيوية داخل جسم الطائر، وأي نقص فيه يمكن أن يؤثر على قدرة الطائر على النمو بشكل طبيعي.

وأضاف الدكتور ريحان أن جودة الملح المستخدم في العلف تلعب دورًا كبيرًا في توزيع الصوديوم بشكل متوازن في العليقة، استخدام ملح غير جيد أو رديء الجودة يمكن أن يسبب تدهورًا في امتصاص العناصر الغذائية الأخرى ويقلل من كفاءة العلف.

كما أشار إلى أن الإفراط في استخدام الملح يمكن أن يؤدي إلى زيادة في استهلاك الماء، ما قد يسبب مشاكل صحية أخرى مثل ارتفاع نسبة الرطوبة في الفرشة، وهو ما يسهم في انتشار الأمراض في المزرعة.

الخلاصة: ضرورة اتباع برامج تغذية متخصصة

ختامًا، شدد الدكتور ريحان على ضرورة اهتمام المربين والمستثمرين في مزارع الدواجن بتطبيق برامج تغذية متخصصة تراعي احتياجات كل سلالة من الدواجن.

حيث إن الالتزام بالبرامج الغذائية السليمة والمتوازنة يساهم في تحقيق أعلى معدلات النمو والإنتاج، كما يقلل من حدوث المشكلات الصحية الناتجة عن الأخطاء الشائعة في التغذية.

الفهم الدقيق لاحتياجات الطيور في مختلف مراحل حياتها، بالإضافة إلى التركيز على العناصر الغذائية الأساسية مثل البروتين والمعادن والملح، سيسهم في تحقيق إنتاجية عالية وتجنب الخسائر الاقتصادية المترتبة على سوء التغذية.
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة