تُعد الأرانب من الحيوانات الداجنة والبرية التي يربيها الإنسان لأغراض متعددة، أهمها إنتاج اللحوم والفراء. تتميز الأرانب بعدة خصائص فسيولوجية وسلوكية تجعل تربيتها تتطلب معرفة دقيقة بطبيعتها، ونظامها الغذائي، وطرق الوقاية من أمراضها. في هذا المقال، نستعرض أبرز الجوانب المتعلقة بتربية الأرانب من الناحية البيطرية والتغذوية والإدارية.

التركيب الهضمي عند الأرانب:

الأرانب حيوانات وحيدة المعدة، أي أن جهازها الهضمي يشبه الإنسان.

تتميز بامتلاك أعور متطور (ذو حجم كبير) يُستخدم لتخمير الطعام المهضوم، وتُعرف هذه العملية باسم Cecotrophy.

ينتج عن هذا التخمير الأحماض الدهنية المتطايرة VFA's والفيتامينات الضرورية لنمو الأرانب وصحتها.

طرق إعطاء الأدوية:

تُعطى الأدوية للأرانب إما عن طريق الفم أو عبر الحقن العضلي.

الحقن العضلي يُعد أكثر فعالية وسرعة في التأثير.

البلوغ والتكاثر:

يبلغ الذكر في عمر 6 أشهر، بينما تبلغ الأنثى عند 5 أشهر.

فترة الحمل تستمر لشهر واحد، وكذلك فترة الرضاعة، مما يعني إمكانية حدوث ولادة كل شهرين.

الأرانب تُعد من الحيوانات عديدة الحمل، والفترة الاقتصادية لتربيتها تصل إلى 3 سنوات.

إناث الأرانب لا تُبَيّض إلا عند وجود الذكر، وتُعرف هذه الظاهرة باسم الإباضة المحفزة (induced ovulation).

سلوك الأرانب وبيئتها:

تُصنف الأرانب ضمن القوارض، وهي بطبيعتها تعيش في حفر تحفرها بنفسها.

عند تدجينها، تسكن في أوعية مثل الجرار أو التنك المعدني، وتُفرش بالصوف أو القش أو شرائط القماش لتوفير بيئة مريحة.

حالياً، يُستخدم نظام التربية داخل الأقفاص أو البطاريات (hutches - pens)، والتي تُجهز بصواني سهلة التنظيف.

هذه الأقفاص تُسرّع من التسمين لكنها قد تسبب مشاكل في الأقدام بسبب الوزن الزائد.

النظافة والصحة العامة:

الأرانب التي تربى في المنازل تحتاج إلى تنظيف مستمر بسبب احتواء بولها على نسب عالية من اليوريا والأمونيا، مما يسبب تهيج العينين والجهاز التنفسي.

تُعتبر النظافة من أهم العوامل للوقاية من الأمراض، مثل مرض الباستريلا، وهو من أخطر الأمراض في الأرانب.

يشمل ذلك تنظيف المعالف والمشارب وتجديد محتواها بانتظام.

مكافحة القوارض كالفئران، والحشرات، تُساعد في تقليل انتشار الأمراض.

الاحتياجات البيئية:

تحتاج الأرانب إلى تهوية جيدة بسبب قلة الغدد العرقية لديها، فهي لا تتحمل الحرارة العالية.

التعرض للحرارة الشديدة قد يسبب ضربات شمس تؤدي إلى الوفاة.

لحوم الأرانب: الأسباب وراء قلة شعبيتها:
لحوم الأرانب غير مرغوبة لدى البعض لأسباب دينية وسلوكية:

طبيعتها البرية تجعلها غير مألوفة لدى كثير من الناس.

كونها حيوانات شديدة الخوف يجعل طعم لحمها مرًا نتيجة إفراز الأدرينالين.

محرّمة في الديانة اليهودية حسب نصوص التوراة، مما قلل من شعبيتها في بعض المجتمعات.

الإسلام أباح أكلها ورفع الحظر الديني عنها.

يجب على المربي أن يعتاد الأرنب عليه حتى لا يشعر بالخوف، لأن الخوف الشديد يؤثر سلبًا على صحتها وطعم لحمها.

أمراض الأرانب:

تُصاب الأرانب بأنواع مختلفة من الأمراض:

أمراض وبائية أو معدية.

أمراض غذائية أو هضمية وهي الأكثر تسببًا في الوفيات.

أمراض إدارية ناتجة عن سوء ظروف التربية.

أمراض مشتركة مع البشر مثل الجرب، الفطريات، والتوليرميا.

نظرًا لحساسيتها الشديدة ومناعتها القوية، تكون فترة الحضانة قصيرة لا تتجاوز 4 أيام، ما يجعل بعض الأمراض تظهر فجأة دون أعراض واضحة.

من أبرز الأمراض الخطيرة التي قد تسبب الموت المفاجئ: التسممات الغذائية والمعوية، الأمراض النزفية البكتيرية والفيروسية.