شهد قطاع إنتاج دجاج اللحم تطورات جذرية خلال الخمسين عامًا الماضية، حيث أدت التحسينات الكبيرة في الإمكانات الوراثية والتغذية إلى تحقيق كفاءة غير مسبوقة، فقد أصبح بإمكان الدجاج المنتج للحوم حاليًا الوصول إلى وزن تسويقي يبلغ حوالي 2.2 كيلوغرام في غضون 35 يومًا فقط، مع استهلاك 3.3 كيلوغرام من العلف، ويستمر التطور الوراثي في تحقيق مزيد من التحسينات في الأداء وتقليل المدة اللازمة للوصول إلى الوزن المطلوب.
تُربى دجاجات اللحم في حظائر دواجن واسعة ومفتوحة، يمكن أن يصل حجم الحظيرة النموذجية إلى 150 مترًا طولًا و 15 مترًا عرضًا، وتستوعب حوالي 40 ألف دجاجة.
وتوفر هذه الحظائر للدجاج الأعلاف والمياه النظيفة على مدار الساعة، مع توفير إضاءة مناسبة للرؤية وفترات من الظلام للراحة، كما تُراقب درجة الحرارة والرطوبة وجودة الهواء بانتظام وتُعدل آليًا في العديد من الحظائر الحديثة.
وقد تطورت مراكز إنتاج لحوم الدواجن بالقرب من المدن الكبرى، مع اتجاه نحو التوزيع الإقليمي. وتفضل شركات تجهيز الدواجن قرب مزارع التربية من مصانع التجهيز لتقليل تكاليف النقل.
وتعتمد مواقع المزارع على عوامل مثل القرب من مصانع الأعلاف وتوفر الطاقة والمياه وسهولة الوصول لوسائل النقل وتوفر العمالة.
ويُعزى النمو السريع للدجاج بشكل كبير إلى التحسينات الوراثية التي تم تحقيقها من خلال برامج التربية المتقدمة، بالإضافة إلى التغذية الدقيقة التي تلبي الاحتياجات الغذائية للدجاج في كل مرحلة من مراحل نموه، كما أن تقنيات التربية الأفضل وإدارة الصحة تساهم أيضًا في تحقيق هذه الكفاءة العالية.
وتجدر الإشارة إلى أهمية الحفاظ على جودة الفرشة في حظائر الدجاج، حيث أن الفرشة الجافة والقابلة للتفتيت تساهم في تحسين صحة الطيور وجودة المنتج وتقليل الانبعاثات الضارة.
وعلى الرغم من هذه الكفاءة العالية، فإن نسبة الفقد في القطعان تبقى منخفضة نسبيًا، حيث تبلغ حوالي 4٪ لأسباب طبيعية خلال دورة حياة الدجاج اللاحم.