تعتبر تربية الأرانب جزءًا من التراث الزراعي الريفي، بالإضافة إلى كونها مصدرًا اقتصاديًا مهمًا يمكن الاعتماد عليه كمصدر دخل، خاصة عند اتباع الإرشادات الفنية السليمة، وهذا ما تطرق إليه الدكتور محمد الصاوي، أستاذ رعاية وتناسل الأرانب، خلال مشاركته في برنامج "المرشد الزراعي" الذي تقدمه الإعلامية آية طارق عبر قناة مصر الزراعية.

القيمة الغذائية العالية للحوم الأرانب

أوضح الدكتور الصاوي أن لحم الأرانب من أغنى اللحوم بالبروتين، حيث تصل نسبة البروتين فيه إلى 24%، بينما تحتوي لحوم الدواجن على 21%، وتنخفض النسبة في اللحوم الحمراء مثل لحوم الأبقار، وأضاف أن لحم الأرانب يتميز بكونه غنيًا بالأملاح المعدنية والفيتامينات، ويكاد يكون خاليًا من الدهون والكوليسترول، مما يجعله خيارًا غذائيًا صحيًا لجميع الفئات العمرية سواء الأطفال أو الكبار، بالإضافة إلى الأشخاص الأصحاء والمرضى.

تأثير العادات الغذائية على استهلاك لحوم الأرانب

لفت الصاوي إلى أن العادات الغذائية المتوارثة تؤثر بشكل كبير على تفضيلات الطعام، حيث يلاحظ أن غياب الأرانب عن الموائد العائلية منذ الطفولة يؤدي إلى انعدام رغبة الأفراد في تناولها في مراحل لاحقة من الحياة، وأضاف أن البعض يرفض تناول الأرانب لأسباب غير مبررة، في حين أن آخرين قد يكون لديهم استعداد لتجربتها إذا تم تقديمها لهم بشكل مناسب.

أهمية تعويد الأطفال على تناول الأرانب

أوصى الصاوي الأمهات بعدم فرض تفضيلاتهن الغذائية الشخصية على أطفالهن، مشيرًا إلى أن الأطفال يحتاجون إلى تنوع في مصادر البروتين مثل الدجاج، اللحوم الحمراء، الأسماك، والأرانب.

كما أكد أن تقديم الأرانب للأطفال منذ الصغر يساعدهم على تقبلها بشكل أفضل مع مرور الوقت، ونبه إلى أن بعض الأمهات اللاتي لا يتناولن الدواجن أو الأرانب يقومون بطهيها لأطفالهن، مما يتيح لهم الاستفادة من هذه اللحوم دون التأثر بعادات الأهل الشخصية.

مقارنة البروتين الحيواني بـ"النباتي"

أكد الصاوي أن بعض الأشخاص يتجهون لتجنب البروتين الحيواني لأسباب شخصية أو باتباع نظام غذائي نباتي، ولكن هذا قد يؤثر على التوازن الغذائي، ورغم فوائد البروتين النباتي، إلا أنه يفتقر إلى التوازن الكامل للأحماض الأمينية الأساسية مقارنة بالبروتين الحيواني، كما أشار إلى أن الصويا، أحد أشهر مصادر البروتين النباتي، تفتقر إلى اثنين من الأحماض الأمينية المهمة، مما يتطلب إضافة مكملات غذائية لتعويض هذا النقص.

تفوق البروتين الحيواني في التغذية والإنتاج

أوضح الصاوي أن البروتين الحيواني أكثر كفاءة غذائيًا، حيث أظهرت التجارب في الإنتاج الحيواني أن الحيوانات التي تتغذى على البروتين الحيواني تحقق معدلات نمو أفضل مقارنة بتلك التي تعتمد على البروتين النباتي فقط.

وأكد أن استبدال البروتين الحيواني بمصادر نباتية يتطلب تعويضًا صناعيًا بالأحماض الأمينية، ولكنه لا يحقق نفس الفاعلية الغذائية.

تأثير البروتين الحيواني على طعم اللحم.

أضاف الصاوي أن نوع البروتين الذي تتغذى عليه الحيوانات يؤثر على طعم اللحم. على سبيل المثال، استخدام مسحوق السمك كمصدر بروتيني في أعلاف الطيور والحيوانات يضفي طعمًا مميزًا على لحومها، مما يجعلها أكثر جاذبية للمستهلكين.