تعتبر تحقيقات الإنتاج المستدام للبيض في أنظمة إنتاج الدواجن الأسرية التي تلتزم بمعايير الصحة البيئية والرفاهية أمرًا معقدًا. يمارس البشر تربية الدواجن منذ آلاف السنين في العديد من المناطق الزراعية البيئية المختلفة. وقد حددت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة أربعة أنظمة لإنتاج الدواجن الأسرية: النظام الصغير الموسع، والنظام الواسع، والنظام شبه المكثف، والنظام المكثف. يختلف كل من هذه الأنظمة في المدخلات والمخرجات، وكذلك في تأثيراتها على صحة ورفاهية الدواجن، فضلاً عن التأثيرات البيئية.
تناقش هذه الورقة القضايا الرئيسية المرتبطة بإنتاج بيض الدواجن في الأسر، بهدف تحسين التغذية للأمهات والأطفال، وتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة. كما تقدم نظرة عامة على تاريخ تربية الدواجن، والخصائص المميزة لأنظمة الإنتاج المختلفة، والتحديات التي تواجه الدول منخفضة ومتوسطة الدخل في إنتاج الدواجن. كما تطرقت إلى جوانب تربية الدواجن بما في ذلك السلالات والتغذية والمأوى، بالإضافة إلى الوقاية من الأمراض المعدية وطرق مكافحتها وفقًا للوائح الصحية الوطنية والدولية.
ولضمان ازدهار صحة الدواجن والبشر وحماية البيئة، يعد من الضروري أن تعمل فرق البحث والتطوير متعددة التخصصات بالتعاون مع المجتمعات المحلية لتحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية على المدى الطويل لمشروعات إنتاج الدواجن الأسرية.
تاريخيًا، قام البشر بتربية الدواجن منذ آلاف السنين، حيث تشير الأدلة إلى وجود الدجاج المستأنس في الصين منذ حوالي 8000 عام، قبل أن ينتشر إلى أوروبا الغربية وبقية أنحاء العالم. في البداية، كان الدجاج المستأنس يربى في أنظمة واسعة النطاق، حيث كانت الطيور تتمتع بحرية الحركة وتعتمد على الزبال مع بعض المكملات الغذائية. لكن بعد الحرب العالمية الثانية، شهد إنتاج لحوم وبيض الدواجن نموًا هائلًا نتيجة لتطوير صناعة الدواجن التجارية المكثفة.
في الوقت الحاضر، تساهم صناعة الدواجن بشكل كبير في تلبية احتياجات العالم من البروتين الحيواني. وتشكل الدواجن مثل الدجاج والديك الرومي وطيور غينيا والبط والإوز والسمان والحمام نسبة كبيرة من الإنتاج الزراعي حول العالم.