ينشر موقع"اجري نيوز"، الإخباري معلومات هامة ومفيدة للمهتمين بالقطاع الحيواني والمربين ويقدم كل ما تريد معرفته عن مرض الكيتوزس التي تصاب به المجترات الصغيرة وطرق العلاج.
يعد مرض الكيتوزس من أهمّ الأمراض التي تُصيب المُجْترّات الصغيرة والكبيرة على حدٍّ سواء، وهو مرضٌ استقلابيٌّ غير مُعدٍ يحصل في أول 45 يوم بعد الولادة على شكل ارتفاع تركيز الأجسام الكيتونية في جميع سوائل الجسم (دم، بول، حليب) مؤدياً إلى انخفاضٍ في إنتاج الحليب والوزن، وظهور أعراضٍ هضمية، وعصبية لدى الأبقار المصابة.
حيث يصعب اكتشافه بالشكل تحت الإكلينيكي لذلك لابدَّ من الوقاية منه، وإعطاء عليقة غذائية متوازنةٍ للأبقار في مرحلة العِشار فترة ضمن فترة التجفيف حيث بيَّنت الدراسات أنه يُصيب الأبقار السمينة أو عالية الإدرار بشكلٍ أكبر من غيرها، وهذا يرجع لعدم التوازن بين الإنتاج والتغذية.
الكيتوزس:
هو مرضٌ استقلابيٌّ غير مُعدٍ ينتج عن انخفاض مستوى الطاقة في الدم عن الحدّ الطبيعي (الغلوكوز، والأحماض الدهنية الطيارة)، مما يؤدي لارتفاع نسبة الأجسام الكيتونية ضمن سوائل الجسم المتكونة عن تحطيم دهون الجسم المُخزّنة لتغطية الاحتياجات من (لاكتوزٍ ودهون اللبن) الضروريين للإنتاج الحليب، وإن ارتفاع نسبة الأجسام الكيتونية (حمض الأسيتواسيتك، والأسيتون وحمض البيتاهيدروكسي بيوتريك) تؤدي إلى خللٍ في ميزان الطاقة في الجسم، واضطرابٍ في وظائف الكبد.
أسباب الكيتوزس:
يرجع السبب الرئيسي إلى عدم إعطاء الأبقار كمياتٍ مناسبةٍ من مركبات الطاقة مثل: الحبوب، والإكثار من إعطاء المُركّزات العلفية الحاوية على البروتين، والتي يصعب تحويلها إلى طاقةٍ في ظلِّ الإنتاج الغزير أثناء موسم الولادة والحلابة:
1- عدم إعطاء عليقة متوازنة أو عالية البروتين قبل الولادة مما يؤدي لزيادة وزن الأبقار، والإصابة بالسُّمنة التي قد تؤدي إلى مشاكل أثناء الولادة أو ظهور الكيتوزس بعد الولادة.
2- عدم التدرُّج في تغيير العلف حيث تؤدي المُركزات العلفية إلى ظهور عسر هضم، لذلك لابدَّ من إعطائها مع مركبات الطاقة بشكلٍ تدريجي قبل (7 إلى 10) أيام من الولادة بكمية نصف كيلو يومياً حبوب حتى نصل ل (5 إلى 6) كغ، مما يسهل على الكرش هضم المُركّزات العلفية، والحصول على الطاقة اللازمة.
3- حدوث انحراف الشهية، والذي يؤدي لاختلالٍ في ميزان الطاقة، ويهيئ لحدوث الإصابة.
4- التغذية على الأعلاف الخضراء الرطبة التي تأخذ حيّزاً كبيراً في الكرش مما يؤدي إلى انخفاض كمية الحبوب والمُركّزات العلفية، وهذه طريقة تهيّئ لظهور المرض.
5- العامل الوراثي له دورٌ كبيرٌ في حدوث المرض وتطوره، حيث تبيّن الدراسات أن الأبقار البيضاء والسوداء أكثر عرضةً للإصابة بالأمراض الاستقلابية، ومنها الكيتوزس في حين تبيّن أن تلقيح الأبقار من ثيران جيرسي يُنتج نسلاً مقاوماً للأمراض الاستقلابية.
أشكال المرض:
1- الكيتوزس الابتدائي
سببه سوء التغذية حيث يُكثر المربي من الغذاء المُركز، ويُقلّل من الأعلاف التي تحوي كربوهيدات (مركبات الطاقة)، ويحدث هذا الكيتوزس دون مرافقة أي مرضٍ آخر، وخاصةً عند الأبقار السمينة، والتي ولدت من أسابيع قليلة حيث لا تأخذ حاجتها من الطاقة، فتقوم بهدم الدهون من جسمها، وتتشكل الأجسام الكيتونية.
2- الكيتوزس الثانوي
يحدث نتيجة حالةٍ مرضيةٍ أثرت على صحة البقرة مُسببةً قلةً في تناول الغذاء، وانحراف الشهية مما يؤدي لاختلالٍ في ميزان الطاقة، وارتفاعٍ بسيطٍ في الأجسام الكيتونية ضمن الدم، وتعدُّ أكثر الحالات المرضية التي تهيّئ للإصابة بالكيتوزس في الشكل الثانوي الأمراض التالية: (انقلاب المنفحة، التهاب التامور الوخزي، التهاب القناة الهضمية التورُّمي أي بلع مسمار، الالتهابات الرحمية التي تستمر بعد الولادة).
الأعراض المرضية:
1- الشكل الهضمي أو الهزلي
تتواجد الأجسام الكيتونية في جميع سوائل جسم الحيوان مُسبّبةً ظهور أعراض الشكل الهضمي بعد الولادة بين أسبوع حتى 45 يوم، وتؤدي لانخفاض الشهية لدى الأبقار، وتصبح اختياريةً في انتقاء الغذاء، فتترك السيلاج، ثم الحبوب، ثم الدريس مع انخفاضٍ أيضاً في شرب الماء، وتضطرب الأعضاء الهضمية على شكل انخفاضٍ في الاجترار، وعمل المعدية المركبة، وحركة الأمعاء تكون ضعيفةً متشنّجةً تحوي بداخلها طبقةً لزجةً ناتجةً عن نقص الكربوهيدرات، والروث الناتج يصبح صلباً ذا لونٍ قاتم.
ويلاحظ على الأبقار علامات الخمول والسير غير المتوازن مع تقوُّس الظهر، وخفض الرأس وانثناء الرقبة نحو الخاصرة أما الحليب، فيقلُّ إنتاجه، وتصبح رائحته وطعمه غير مُستساغٍ لأنه يحوي على الأجسام الكيتونية أما النَفَس، فتكون رائحته كالتفاح المُتعفّن، والفم رائحته إستونية مع سيلانات لعابية، والبول أيضاً يصبح ذا رائحةٍ إستونيةٍ واخزة.
2- الشكل العصبي
عند انخفاض مستوى الطاقة المُغذّي لخلايا المخ والخلايا العصبية في الجسم تظهر الأعراض العصبية على شكل ارتعاشٍ بسيطٍ في العضلات بسبب نقص الجليكوجين في العضلات مؤدياً لصعوبة السير، والدواران أثناء المشي، وتصبح ردة الفعل للحيوان عند استثارته غير طبيعية، كالخوار بصوتٍ عالٍ، وجحوظ العينين، ودورانهما حول محورها بشكلٍ دائري، وقد يضعف البصر، وتصاب بالعمى، ويحصل انحراف شهية، وقد تعضُّ مربيها وتميل إلى إسناد رأسها على الجدران أو الدعامات، وغالباً ما تنتهي هذه الحالة بشلل القوائم الخلفية، وثني الرأس نحو الخاصرة، وينتشر هذا الشكل بنسبة 25 بالمئة .
طرق الوقاية من مرض الكيتوزس:
1- تجنُّب العليقة المالئة الفقيرة بالمركبات الغذائية، والحرص على تقديم عليقة غذائية متوازنة ضمن مواسم تجفيف للأبقار العشار تجنُّباً للسُّمنة حيث إن البقرة الحامل السمينة إن نجت من الولادة العسرة، فإنها لن تنجو من الإصابة بمرض الكيتوزس.
2- يجب تقديم الحبوب مطحونةً بشكلٍ جيد مما يساعد بشكلٍ أكبر في سرعة هضمها، والاستفادة منها حيث تعدُّ الحبوب من أهمّ مصادر الطاقة للحيوان.
3- يجب أن تتناسب كمية الوجبات الغذائية مع كمية الإنتاج، حيث يظهر المرض عند الأبقار ذات الإنتاج العالي والتغذية القليلة كي لا تضطر لحرق الدهون من جسمها، وذلك لتوفير الدهن واللاكتوز الضروريين لإنتاج الحليب، وحرق هذه الدهون يؤدي لتشكل الأجسام الكيتونية.
4- عدم التغيير في العلف بشكلٍ مفاجئ، ويتمُّ بالتدريج زيادة أو إنقاص التراكيز لكي نتجنَّب حصول سوء هضمٍ أو حماض، وزيادة في تدهُّن الكبد مع الحفاظ على عدم زيادة رطوبة العلف.
5- يجب أن تكون نسبة البروتين ضمن العليقة من 18 إلى 19 بالمئة بعد الولادة، وإضافة النياسين بمعدل 6 غ يومياً لكل رأس لأنه يساعد في تحويل الغذاء إلى طاقةٍ في صورة أدنين ثلاثي الفوسفات الضروري للإنتاج الحليب.
6- تأمين شروط صحية ملائمة للأبقار من تهوية، ومكانٍ مناسبٍ للتريُّض والمشي.
المعالجة من الكيتوزس:
1- المعالجة التعويضية
تعليق سيروم سكري (دكستروز بتركيز 30 إلى 50 بالمئة)، وتُعاد بعد 24 ساعة بجرعةٍ بين 500 إلى 1000 ملم، وإعطاء بربيونات الكالسيوم أو الصوديوم، وإعطاء بروبلين غليكول بمقدار 40 ملم فموياً مما يساعد في تحريك الدهون المتراكمة في الكبد، وإمداد الجسم بالطاقة.
2-المعالجة الهرمونية
وصف الهرمونات السكرية القشرية (H Glucocorticoids) هرمون الأنسولين تحت الجلد 150 إلى 300 وحدة دولية للتسريع من احتراق الغلوكوز.
3- المعالجة المُتمّمة
إعطاء كلورال هيدرات 20 إلى 30 غ عن طريق الفم لتسهيل عملية امتصاص الغلوكوز مع إعطاء مجموعة فيتامينات A ،D3، E مع مجموعة من الأملاح المعدنية، وأهمّها: الكوبالت لتنشيط استقلاب حمض البروبيونيك، حيث يعمل على تقوية الشهية عند الحيوان مع مجموعة من الأحماض الأمينية، وأهمها: (الميثيونين، الكولين، نياسين)، وإعطاء بيكربونات الصوديوم بالفم بجرعة 150 إلى 100 غ مع الماء لتعديل الحموضة.
4- المعالجة الغذائية
تشمل إعطاء مواد غذائية سكرية أو حاوية على مركبات طاقةٍ عالية لتعديل التوازن في مستويات الطاقة في الجسم، مثل: مغلي الشعير أو إعطاء حبوب (ذرة، قمح شعير) حيث تحتوي على الطاقة، ويفضل جرشها لتسهيل عملية الهضم بأسرع وقت، مثل: جريش الذرة والقمح مع إعطاء الدبس أو المولاس بمقدار 250 إلى 300 غ يومياً حيث يحتوي على سكرياتٍ بنسبةٍ عالية، وإعطاء نصف كيلو من نشاء القمح.