الحيتان تُعتبر من أروع المخلوقات المتنوعة في العالم، حيث تتميز بقدرتها الفريدة على التمثيل بأصواتها الغنائية، وغناء الحيتان ليس مجرد صوت، بل هو سلسلة من الأصوات المتنوعة التي تُصدرها، خاصة حيتان البالين وحيتان برامبر، و تستخدم الحيتان هذه الألحان الليبرالية للتزاوج، وتحديد المواقع، والتواصل عبر مسافات طويلة.

أسرار الصوت تحت الماء

كما تتميز الحيتان بقدرتها على نقل الصوت بسرعة وكفاءة في الماء، حيث تصل سرعة أصداءها الغنائية إلى 1500 متر في الثانية، وهي سرعة أسرع بأربع أو خمس مرات من سرعة الصوت في الهواء، كما تعتمد الحيتان على هذه الخاصية في اتصالاتها، وتتمكن من إيصال الاهتزازات لمسافات بعيدة.

مكونات أغاني الحيتان

تتألف أغاني الحيتان من وحدات صوتية تسمى "النغمات"، والتي تُشبه مقاطع الموسيقى حيث تتكرر "جملًا" و"قصائد" صوتية، وتستمر أغاني الحيتان عادةً لمدة تتراوح بين 10 إلى 20 دقيقة، وقد تتكرر لساعات، وكل مجموعة من الحيتان لها نغماتها الخاصة، مما يشير إلى وجود ثقافة صوتية مميزة.

تأثير البيئة المائية لدورها في غناء الحيتان

تلعب البيئة المائية دورًا كبيرًا في طبيعة وانتشار أصوات الحيتان، عوامل مثل درجة الحرارة، والضغط، والتضاريس تحت الماء، تسهم جميعها في كيفية انتقال الصوت، تختلف الأصوات التي تواجهها الحيتان حسب بيئتها المائية.

كيف تتعلم الحيتان؟

تتعلم الحيتان الأصوات والأغاني من بعضها البعض من خلال الاستماع والتقليد، مما يعني أن الأجيال الجديدة تُضيف تعديلات على الألحان القديمة، مما يؤدي إلى تنوع صوتي مميز. 

تأثير البشر على غناء الحيتان

للأسف، لا تسلم أغاني الحيتان من تأثير الأنشطة البشرية، الضجيج الناتج عن السفن والأدوات الصناعية البحرية يمكن أن يتداخل مع اتصالات الحيتان، مما قد يعيق قدرتها على التواصل والتكاثر.

وهذه الظاهرة تُقلق العلماء والباحثين، حيث يمكن أن تؤثر على بقاء الحيتان.