يمثل الاهتمام بتغذية البقر الحلاب حجر الزاوية لتحقيق إنتاج حيواني مرتفع وتحقيق عوائد اقتصادية ملموسة للمربين. وتُعتبر الأعلاف المتوازنة أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر بشكل كبير على كمية وجودة الحليب المنتج.
وفي ظل زيادة تكاليف الإنتاج، يشدد الخبراء على ضرورة توفير علائق غذائية توازن بين احتياجات الحيوان من المواد المالئة والعناصر الإنتاجية لضمان تحقيق أعلى مردود ممكن.
وخلال فترة ما بعد الولادة، والتي تُعرف بمرحلة "البيك"، يجب التركيز على توازن تقديم الأعلاف المركزة لضمان إنتاجية عالية. وتستمر هذه المرحلة عادةً من 4 إلى 6 أسابيع بعد الولادة، وتعد هذه الفترة حاسمة للحفاظ على استمرارية إنتاج اللبن.
ويؤكد المتخصصون أن تحديد كمية العلف يعتمد على عدة عوامل، أبرزها إنتاج اللبن وظروف البيئة المحيطة. كما يجب أن يولي المربي اهتمامًا بتكاليف الأعلاف والأدوية لتحقيق أقصى استفادة اقتصادية.
ومن الجدير بالذكر أن النظام الغذائي المتوازن، الذي يشمل العلف المفتوح والوجبات المخلوطة (TMR)، يعزز استقرار الهضم ويسهم في الحفاظ على استمرارية الإنتاج.
لكن يجب الحذر من الاعتماد الكلي على البرسيم والدريس في الأسابيع الأخيرة قبل الولادة، حيث أن التغذية غير المتوازنة قد تؤدي إلى مشكلات صحية تؤثر على صحة البقرة وجودة الحليب بعد الولادة.
بذلك، يعد التحضير الجيد لفترة ما قبل الولادة جزءًا أساسيًا لضمان انطلاقة قوية للإنتاج بعد الولادة.
