تعتبر "تشتية النحل" من أهم العمليات التي يجب على النحالين الاهتمام بها خلال فصل الشتاء لضمان صحة وسلامة طوائف النحل وتحقيق أعلى معدلات الإنتاجية في موسم الربيع.

وقد استعرض الدكتور إيهاب زيدان، رئيس قسم بحوث النحل في معهد بحوث وقاية النباتات التابع لمركز البحوث الزراعية، العديد من الاستراتيجيات والتوصيات المهمة لضمان تشتية النحل بشكل سليم وحمايته من الأمراض التي قد تهدد الطائفة خلال هذه الفترة، وقد تم عرض هذه المعلومات خلال استضافته في برنامج "نهار جديد" على قناة مصر الزراعية.

ما هو مفهوم "تشتية النحل"

تعريف "تشتية النحل" يكمن في تأمين فترة بقاء النحل داخل خلاياه خلال موسم الشتاء بطريقة تعزز قدرته على استعادة نشاطه بشكل كامل في فصل الربيع.

الهدف هو ضمان بقاء الطائفة في حالة جيدة بما يمكنها من العودة للعمل والإنتاجية العالية بمجرد حلول الربيع.

والجدير بالذكر أن النحل يعتبر من الحشرات ذات الدم البارد، مما يعني أنه يتأثر بشكل كبير بتقلبات درجات الحرارة، ما يستدعي إتخاذ إجراءات خاصة لحمايته من البرد القارس والحفاظ على استقرار طاقته داخل الخلية.

ركائز عملية تشتية النحل

عملية "تشتية النحل" تعتمد على ثلاثة محاور رئيسية تتكامل فيما بينها لضمان نجاحها:
- المنحل: يتطلب تأمين الموقع الذي يحتوي على الخلايا ويجب أن يكون محميًا من الرياح الشديدة والعوامل البيئية الضارة.
- مسكن النحل (الخلية): يحتاج المسكن إلى أن يكون معزولًا بشكل جيد لضمان درجة حرارة مثالية داخل الخلية.
- طائفة النحل: يشمل هذا المحور ضرورة العناية بالنحل نفسه، مثل التأكد من صحته ومدى كفاءته في الفترة المقبلة.

إجراءات حماية طائفة النحل

أوضح الدكتور زيدان أن الطائفة نفسها تحتاج إلى إجراء مجموعة من المعاملات لضمان تشتيتها بشكل صحيح، ومنها:
- إزالة الإطارات التالفة التي قد تؤثر على استقرار الطائفة.
- التأكد من وجود الملكة وصحتها، مما يضمن استمرار نشاط الخلية.
- التأكد من الكثافة النحلية المناسبة، بحيث يكون هناك عدد كافٍ من النحل لمواصلة العمل داخل الخلية.

التوقيت المثالي لمقاومة الأمراض

فيما يتعلق بمكافحة الأمراض، أشار الدكتور زيدان إلى أن أفضل وقت للبدء في تطبيق إجراءات مقاومة الأمراض هو بداية شهر سبتمبر، مع نهاية موسم الفرز.

يعتبر مرض "الفاروه" من أهم الأمراض التي يجب أن يوليها النحالون اهتمامًا خاصًا، حيث يتطلب التدخل المبكر لمكافحته.

أهمية فحص الطائفة والخلية

أحد الجوانب الهامة التي شدد عليها الدكتور زيدان هو ضرورة فحص الطائفة بشكل دوري لضمان صحتها، بدءًا من شهر أكتوبر، يجب فحص الطائفة للتأكد من:
- وجود الملكة: يجب التأكد من أن الملكة موجودة وصحية وقادرة على الإنتاج.
- التحقق من سلامة البراويز: فحص الخلايا بشكل دقيق للتأكد من عدم وجود أمراض داخلها.
- الاطمئنان على المخزون الغذائي: يجب أن يتوافر للطائفة مخزون غذائي كافٍ لتساعد النحل في تحمل برودة الشتاء.

النتائج المرجوة من تشتية النحل بشكل صحيح

عند اتباع هذه الإجراءات بدقة، ستتمكن الطائفة من مقاومة الأمراض والبرودة بشكل أفضل، مما يساهم في ظهور طائفة قوية وصحية مع بداية فصل الربيع.

النتيجة النهائية هي تحسين الإنتاجية وجودة المنتجات مثل العسل، حيث تساهم هذه الإجراءات في زيادة القدرة الإنتاجية للنحل بعد فترة التشتية.

تشتية النحل ليست مجرد عملية ضرورية للحفاظ على الطائفة في فصل الشتاء، بل هي استراتيجية متكاملة تضم مجموعة من المعاملات الدقيقة لضمان حماية النحل من الأمراض وزيادة كفاءته في موسم الربيع.

من خلال إتمام الإجراءات المذكورة، يصبح النحالون أكثر استعدادًا لموسم إنتاج عسل متميز وقوي، مع الحفاظ على صحة الطائفة طوال فترة الشتاء.