أوضح الدكتور أيمن عبد المحسن، رئيس قسم بحوث استخدام المخلفات بمعهد بحوث الإنتاج الحيوانى – مركز البحوث الزراعية، إلى أن تكاليف عمليات التغذية تُشكل ما بين 70 إلى 80% من قيمة مُدخلات مشروعات الإنتاج الحيوانى بمختلف أنواعها، ما يفرض ضرورة البحث عن بدائل اقتصادية أقل كُلفة، لضمان تحقيق قدرٍ مُجزٍ من الأرباح، يوازى حجم الجهد المبذول، ولمواجهة الحاجة المتزايدة فى السنوات الأخيرة لمصادر بديلة للبروتين، لكل من البشر والماشية...جاء ذلك فى تصريح خاص لـ "الأهرام التعاونى والزراعى".
وقال تعتبر الحشرات ذات أهمية قصوى للنظم البيئية فى جميع أنحاء العالم، وتقدم فوائد لا حصر لها للإنسان والماشية بسبب معدلات تكاثرها السريعة، وإعادة تدويرها للمواد العضوية (النفايات)، وبروتين الحشرات الذى له قيمة غذائية عالية، لافتاً إلى أن التركيب الكيميائى لديدان الميل ورم (دود الطحين) على سبيل المثال يتكون من بروتين بنسبة تتراوح من 55 - 60 %، ودهون بنسبة من 22 – 25 %، وأألياف بنسبة من 4 – 6 %، والرطوبة بنسبة من 10 – 12 %.
وتابع تعتبر الحشرات أو المنتجات الثانوية للحشرات، مثل العشب مكونات علفية مفيدة لتربية الأحياء المائية والدواجن والأرانب، ولكن لديها أيضاً إمكانية تعزيز صحة الماشية وجهاز المناعة مما قد يؤدى إلى انخفاض فى استخدام المضادات الحيوية.
وكشف أنه يمكن استخدام الحشرات باعتبارها قيمة غذائية كبيرة بدلاً من مكونات الأعلاف باهظة الثمن مثل كسب فول الصويا، والتى يمكن أن تؤدى لتطور الاقتصاد الزراعى، مشيراً إلى أن استخدام الحشرات كمصدر علف مبتكر، ومستدام للحيوانات المنتجة للغذاء، وكان موضوعاً بحثياً شائعاً فى جميع أنحاء العالم فى العقد الماضى، وأظهرت الحشرات والمنتجات المشتقة (أى وجبة البروتين والدهون / الزيت) أنها علف حيوانى غير تقليدى واعد لأنواع الدواجن والأسماك.
وتابع من بين الحشرات، أحد الأنواع التى قد تكون ذات أهمية هى دودة الحرير "القز"Bombyx mor، والتى تعد شرانقها منتجاً ثانوياً لإنتاج الحرير، وتمثل فى الوقت الحاضر مشكلة بيئية، حيث يتم التخلص منها بشكل أساسى كنفايات، على الرغم من قيمتها الغذائية فى الحقيقة، مضيفاً
ويمكن معالجة الشرنقة للحصول على وجبة الزيت والبروتين (دودة القز)، كما يمكن أن تكون وجبة الزيت والبروتين مصدراً محتملاً للبروتين فى تربية الدجاج بفضل محتواها العالى من البروتين، حيث تحتوى على نسبة من (60-75٪).، وهى أعلى حتى من فول الصويا أو مسحوق السمك ذات القيمة البيولوجية العالية، وزيتها غنى بأحماض أوميجا 3 الدهنية، وخاصة حمض اللينولينيك (C18:3 n-3)، المعروف بفوائده لصحة الإنسان.