تعتبر تغذية الأبقار الحلاب حجر الزاوية في تحسين الإنتاج الحيواني وتحقيق عوائد اقتصادية مربحة للمربين. فكمية وجودة الحليب تعتمد بشكل كبير على نوعية الأعلاف المتوازنة التي تُقدم للأبقار في مختلف مراحل الإنتاج. ومع ارتفاع تكاليف الإنتاج، يبرز دور العلائق الغذائية المتوازنة التي تضمن تلبية احتياجات الأبقار الغذائية وتعزز من صحة وجودة إنتاج الحليب.

تغذية الأبقار خلال فترة الجفاف: تأثيرها على إنتاجية الحليب

خلال فترة الجفاف، تُعد التغذية السليمة أساسية لضمان إنتاج لبن عالي الجودة بعد الولادة. تتطلب هذه المرحلة الاهتمام الخاص بتغذية الأبقار الحوامل، حيث أن سوء التغذية خلال فترة الحمل يؤدي إلى انخفاض حاد في إنتاج الحليب وقد يُعرّض الأبقار والعجول لمشاكل صحية.

تغذية الأبقار قبل الولادة: أهداف واحتياجات

في الشهرين الأخيرين من الحمل، تهدف تغذية الأبقار الحلاب إلى ثلاث أهداف رئيسية:

ضمان نمو الجنين.

تعويض الوزن المفقود خلال فترة الرضاعة السابقة.

الاستعداد لفترة الإنتاج المقبلة.

الأبقار في هذه الفترة تدخل في حالة "ميزان الطاقة السالب"، حيث تستهلك طاقة أكثر مما تحصل عليها من الغذاء، ما يؤثر على قدرتها
على إنتاج اللبن.

طرق التغذية خلال فترة الجفاف

التغذية الاعتيادية: تُغذى الأبقار كما لو كانت تنتج 10 كيلوجرامات من الحليب يوميًا خلال فترة الجفاف التي تستمر لـ60 يومًا.

الدفع الغذائي (Steaming Up): يبدأ قبل الولادة بثلاثة أسابيع، ويتم تدريجيًا زيادة العلف كل أسبوع حتى تصل إلى الكمية القصوى
المتوقعة لإنتاج الحليب، وهذه الطريقة أكثر فاعلية.

برنامج الدفع الغذائي: تفصيلات قبل الولادة

يتم تقديم عليقة مركزة بكمية ثابتة في بداية فترة الجفاف، ثم تزداد تدريجيًا حتى تصل إلى 2.5 كيلو جرام يوميًا في الأسبوع الأخير
قبل الولادة. هذه الزيادة تحفز شهية الأبقار وتساعد في تحضيرها لفترة الإنتاج القادمة.

المخاطر من التغذية المفرطة في بداية الجفاف

التغذية المفرطة في بداية فترة الجفاف قد تؤدي إلى سمنة مفرطة للبقرة، ما ينعكس سلبًا على نمو الجنين، وهو ما يسبب مشاكل
صحية للأم والمولود. لذلك، يُفضل تقديم كميات معتدلة من العلف في بداية الجفاف مع زيادة تدريجية وفقًا للبرنامج الغذائي.

تغذية الأبقار الحلاب خلال فترة الجفاف تُعد الركيزة الأساسية لضمان إنتاجية حليب عالية الجودة. باتباع برامج تغذية متوازنة ودقيقة، يمكن للمربين ضمان نجاح موسم الحليب وتحقيق أعلى معدلات الإنتاج.