تُعَد أمراض الكبد من أخطر المشكلات الصحية التي تهدد حياة الملايين حول العالم، إذ تسجل الوفيات الناتجة عنها نحو مليوني حالة سنويًا لذلك، يُعَد العثور على علاج فعال وآمن من مصادر طبيعية أمرًا بالغ الأهمية.
استطاعت الدكتورة مروة محمد أبو سريع، الباحثة في مدينة الأبحاث العلمية، اكتشاف علاج مستخلص من غذاء ملكات النحل "رويال جيلي"، الذي أظهر فعالية كبيرة في مكافحة تلف الكبد والسرطان، دون معرفة المادة الفعالة بدقة, ولتحديد العنصر المسؤول عن هذه الفعالية، قامت بفصل مكونات رويال جيلي (الكربوهيدرات، الدهون، البروتينات) واختبارها بشكل منفصل على خلايا كبدية تالفة وخلايا سرطان الكبد.
أظهرت النتائج أن البروتينات، وتحديدًا المركبين MRJP2 و MRJP2X1، كانا الأكثر فعالية, إذ ساعدا على استعادة الخلايا الكبدية التالفة بنسبة 60.4٪ من خلال تقليل مستوى الشوارد الحرة وتحسين مؤشرات وظائف الكبد, علاوة على ذلك، أظهر البروتينان تأثيرًا قويًا ضد الخلايا السرطانية، حيث حفزا عملية "الموت المبرمج" للخلايا الخبيثة، من خلال تنشيط الكاسبيس والجين المثبط للأورام، مع تثبيط الجينات المحفزة لنمو السرطان، ما يعكس استراتيجية مزدوجة واعدة لعلاج تلف الكبد والسرطان.
وفيما يخص الفيروسات الكبدية، التي تؤدي إلى وفاة نحو 96 ألف شخص سنويًا بسبب فيروسي التهاب الكبد الوبائي "ج" و"ب"، وجدت الأبحاث أن بروتيني MRJP2 و MRJP2X1 يتمتعان بقدرة مذهلة على مكافحة هذه الفيروسات, إذ منع البروتينان دخول الفيروسات إلى خلايا الدم، وأوقفا الأنشطة الإنزيمية الضرورية لتكاثر الفيروس، مثل نشاط البروتياز والبوليميراز الخاص بتضاعف الحمض النووي الفيروسي.
الأمر اللافت هو أن اختبارات السُمية على حيوانات التجارب أظهرت عدم وجود أي آثار جانبية، بل ساعدت البروتينات على خفض مستويات الكوليسترول، الدهون الثلاثية، والصوديوم في الدم، مما يعزز من فائدتها الصحية الشاملة.
نُشرت هذه النتائج في مجلات علمية دولية، ما يفتح الباب أمام استخدام غذاء ملكات النحل كعلاج طبيعي فعّال وآمن لأمراض الكبد الفيروسية والسرطانية، ويُعَد أملًا جديدًا لملايين المرضى حول العالم.
