تُعد سلالة هولشتاين-فريزيان واحدة من أشهر وأهم سلالات أبقار الألبان في العالم، حيث نشأت في شمال هولندا وفريزلاند منذ أكثر من 2000 عام، وتم اختيارها بعناية لإنتاج كميات كبيرة من الحليب. تتميز هذه السلالة بجسمها الكبير، ومعطفها المميز بالألوان الأبيض والأسود ذات الحواف الحادة.
تُعرف هذه الأبقار بإنتاجها المرتفع من الحليب، حيث تشكل النسبة الأكبر من قطيع الألبان في دول مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا. في أمريكا وحدها، تنتج هولشتاين حوالي 90% من إمدادات الحليب الوطنية.
وتبلغ متوسط إنتاجية البقرة الواحدة نحو 28 لترًا من الحليب يوميًا، وقد يصل إلى أكثر من 30,000 كجم في السنة لدى الأبقار عالية الإنتاج التي تُحلب ثلاث مرات يوميًا.
وتعتمد دورة الرضاعة على ثلاث مراحل: المبكرة والمتوسطة والمتأخرة، تليها فترة جفاف تمتد من شهرين إلى ثلاثة. وتصل البقرة إلى ذروة إنتاجها عادة في الرضاعة الرابعة أو الخامسة.
السلالة ليست فقط متفوقة في الحليب، بل أيضًا قابلة للتكيف مع مختلف البيئات الزراعية، من المزارع التقليدية إلى نظم الرعي المفتوحة. كما أن عجولها تنمو بسرعة وتتمتع بصحة جيدة وخصوبة عالية، ما يجعلها خيارًا مثاليًا للمزارعين ومربي الأبقار.
ساهمت تقنيات التلقيح الصناعي والتحسين الوراثي في رفع كفاءة السلالة بشكل كبير منذ أربعينيات القرن الماضي، مما أتاح تطوير صفات إنتاجية وصحية مثالية تتماشى مع متطلبات الصناعة الحديثة، سواء في مجال الألبان أو اللحوم.
وتتميز سلالة هولشتاين بطباعها الهادئة ومقاومتها للإجهاد، كما أن لها استخدامات متعددة تتجاوز إنتاج الحليب، حيث تُستخدم أحيانًا في إنتاج اللحوم خاصة عند تهجينها مع سلالات اللحم.
