تشكل حمى الحليب أو ما يعرف بـ"نقص الكالسيوم" أو "شلل الولادة" خطرًا صحيًا كبيرًا يواجه الأبقار، خاصةً في الأيام الأولى بعد الولادة. ويؤكد خبراء تغذية الحيوان أن هذا المرض يصيب بشكل رئيسي الأبقار ذات الإنتاج العالي والمتقدمة في العمر، وتحديدًا بعد الولادة الخامسة أو السادسة، حيث تفقد البقرة قدرتها على الوقوف نتيجة انخفاض شديد في مستوى الكالسيوم بالدم.
ويظهر المرض عادةً خلال الساعات الأولى من الولادة، مصحوبًا بعدد من الأعراض أبرزها: انخفاض حرارة الجسم، ميل الرأس نحو الذيل، برودة الأطراف، ضعف عام، ارتباك حركي، وجلوس البقرة وعدم قدرتها على النهوض.
وأوضح مختصون أن السبب الرئيسي للمرض هو الإخلال بتوازن العناصر المعدنية في العليقة، وتحديدًا الكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفور. كما أن التغذية الخاطئة خلال فترة الجفاف – وهي الأسابيع الأخيرة قبل الولادة – ترفع من احتمالية الإصابة، خاصة إذا كانت الحصة الغذائية غنية بالكالسيوم.
ولتفادي هذه الحالة، شدد الأطباء البيطريون على أهمية التحكم في نسب الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم في العلف، وتقديم الأملاح الأنيونية عند الضرورة، وإعطاء جرعات مدروسة من فيتامين D قبل وبعد الولادة.
في حالة الإصابة، يُوصى بالتدخل السريع من قبل الطبيب البيطري، وعادةً ما يبدأ العلاج بحقن محلول بوروجلوكونات الكالسيوم، بالإضافة إلى تقديم كبسولات الكالسيوم وملح إبسوم لتعزيز تعافي الحيوان.
يُذكر أن حمى الحليب تصيب ما يقارب 20% من الأبقار بعد الولادة السادسة، ما يجعل الرعاية الغذائية الدقيقة عاملًا حاسمًا في الوقاية والحفاظ على الإنتاجية.
