مع بداية موسم قطف العسل، يُنصح صغار النحالين باتباع خطوات دقيقة تضمن الحصول على عسل نقي وعالي الجودة دون التأثير سلبًا على طوائف النحل أو الإطارات المستخدمة , تبدأ عملية القطف بتحضير خلية فارغة يُسدّ مدخلها باستخدام إسفنجة، وذلك لتجميع الإطارات المقطوفة داخلها بعد تفريغها من النحل.

يقوم النحال بتدخين الخلية بلطف باستخدام المدخن، ثم يفتح الغطاء الخارجي والداخلي للخلية، ويبدأ بسحب الإطارات المملوءة بالعسل والتي اكتمل نضجها، بشرط أن تكون مغطاة بالشمع (مختومة). بعد ذلك، يُنفض النحل الموجود على الإطارات إما فوق الخلية مباشرة أو باستخدام الفرشاة الخاصة بلطف لتجنب إيذاء النحل.

تُجمع الإطارات في الخلية الفارغة المُعدّة مسبقًا، وعند امتلائها تُغلق وتنقل إلى غرفة مخصصة لفرز العسل، بعيدًا عن المنحل، وذلك لتجنب هجوم النحل على الإطارات المملوءة. يجب أن تكون غرفة الفرز نظيفة، جيدة التهوية، ومزودة بأبواب ونوافذ مغطاة بمناخل لمنع دخول النحل.

بعد الانتهاء من عملية القطف، تعاد الإطارات الفارغة إلى خلاياها الأصلية ليقوم النحل بتنظيفها وإعادة تعبئتها خلال الموسم القادم. أما الإطارات القديمة أو التالفة أو التي تحتوي على شمع أسود، فيُفضّل صهرها وإعادة استخدامها كمادة خام لصناعة أساسات شمعية جديدة.

وللتسهيل على النحالين وتقليل إزعاج النحل، يُنصح باستخدام "صارف النحل " قبل يوم من القطف، حيث يُوضع بين صندوق التربية والعاسلة لطرد النحل من الإطارات المملوءة بالعسل تدريجيًا دون تدخل مباشر.

فرز العسل

تُجرى عملية الفرز باستخدام أدوات محددة أهمها: فراز العسل (يدوي أو كهربائي)، سكاكين كشط الشمع، وعاء مخصص للكشط، ومصافي وشاش للتصفية، بالإضافة إلى المنضج، وهو وعاء معدني غير قابل للصدأ يُستخدم لتخزين العسل قبل تعبئته. يُراعى الحفاظ على النظافة الكاملة خلال هذه المرحلة، وعدم استخدام أي أدوات مبللة أو ملوثة لضمان سلامة المنتج.

ظاهرة تبلور العسل

من الأمور الطبيعية التي قد يلاحظها النحالون والزبائن أن العسل قد يتبلور أو يتجمد خاصة في فصل الشتاء. ويُعدّ هذا التبلور مؤشرًا على جودة العسل، وليس على فساده أو غشه كما يظن البعض. فالعسل الطبيعي يحتوي على نسبة عالية من الجلوكوز، وعندما تنخفض درجة الحرارة يبدأ الجلوكوز بالتبلور.

وتتفاوت سرعة التحبب حسب نوع النبات الذي جُمع منه الرحيق، فعسل عباد الشمس والقطن يتبلور بسرعة، بينما يتبلور عسل اليانسون ببطء شديد. ولمن يرغب بإبقاء العسل سائلاً لفترة أطول، يمكن تسخينه مباشرة بعد الفرز في حمام مائي على درجة حرارة لا تتجاوز 40 مئوية ثم تبريده سريعًا، وتعبئته في أواني نظيفة وجافة.

حبوب الطلع في العسل

توجد حبوب الطلع في العسل بثلاث طرق رئيسية:

عند جمع النحل للرحيق من الزهرة، حيث تسقط بعض حبوب الطلع في الرحيق.

أثناء تحرك النحل داخل الخلية، إذ يحمل معه الحبوب ويلتقطها أثناء المرور.

خلال عملية القطف والفرز والتعبئة، حيث تختلط الحبوب بالعسل.

هذه الحبوب تمنح العسل خواصًا غذائية مهمة وتُستخدم أيضًا كمؤشر لتحديد مصدر النبات الأساسي للعسل في التحاليل المخبرية.

نصيحة ختامية لصغار النحالين:

لضمان نجاح عملية القطف وزيادة إنتاج العسل، احرصوا دائمًا على مراقبة طوائف النحل، اختيار الوقت المناسب للقطف، استخدام الأدوات النظيفة والمعقّمة، وتخزين العسل في أوعية محكمة الإغلاق بعيدًا عن الرطوبة والحرارة. اتباع هذه الخطوات سيُحسّن من جودة العسل، ويحافظ على صحة الخلية وإنتاجها في المواسم القادمة.