قبل خوض تجربة تربية الأغنام، يُنصح بالتخطيط المدروس للمشروع، خاصة فيما يتعلق بحجم القطيع والبنية التحتية وتوفر المراعي والأعلاف. ويُفضل البدء بعدد محدود من النعاج، يتراوح بين 20 و50 نعجة، بهدف تقليل المخاطر واكتساب الخبرة قبل التوسع مستقبلاً.
ويُعد توفر المراعي عاملاً حاسمًا في نجاح المشروع، حيث تُفضل الأغنام المراعي التي تحتوي على أعشاب ذات جودة عالية مثل عشبة برمودا المُخصبة، وعشبة الجاموس، ونبات الجراما. كما يمكن الاستفادة من مراعي الحبوب الصغيرة، مثل القمح والجاودار، خصوصًا في فصلي الخريف والشتاء.
تتطلب تربية الأغنام توفير مبانٍ وأسوار مناسبة لحماية القطيع وتنظيمه، إذ يحتاج كل رأس إلى مساحة كافية داخل الحظائر تتناسب مع عمره وحالته الإنتاجية. أما من حيث الأسوار، فتُعتبر أسلاك الخنازير أو السياج الكهربائي من الخيارات الفعالة للحفاظ على القطيع ومنع تسربه أو تعرضه للمفترسات.
عند اختيار سلالة الأغنام، يجب مراعاة موسم الولادة ومدى توفر المراعي خلال تلك الفترة. فبعض السلالات تُظهر معدلات حمل وإنتاجية أعلى خلال مواسم معينة. كما تؤثر جودة الصوف، ومعدل النمو، والخصوبة، والقدرة على التحمل، على اختيار السلالة الأنسب لكل مشروع.
وتُعد الطفيليات الداخلية من أبرز التحديات الصحية في تربية الأغنام، خاصة الحملان الصغيرة التي تكون أكثر عرضة للإصابة. ويمكن الحد من تأثير هذه الطفيليات باتباع أساليب إدارة وقائية، مثل تقليل تواجد الحملان مع الأمهات في المراعي الدائمة خلال فترات الرطوبة ودفء الطقس.
الانطلاق التدريجي في تربية الأغنام، مع الالتزام بممارسات إدارة جيدة، يُسهم في تقليل التكاليف وتعظيم فرص نجاح المشروع على المدى الطويل.