تتمتع تربية الحيوانات في منطقة الشرق الأوسط بأهمية اقتصادية واجتماعية كبيرة، حيث تشكل مصدرًا رئيسيًا للدخل والعيش لعدد كبير من سكان المنطقة, ومع المناخ الجاف وشبه الجاف السائد في العديد من دول الشرق الأوسط، تعد الثروة الحيوانية ركيزة أساسية في الحياة اليومية للعديد من المجتمعات الريفية والبدوية.
من الناحية الاقتصادية، توفر تربية الحيوانات فرص عمل متعددة وتساهم في توفير المنتجات الأساسية مثل اللحوم، الحليب، والصوف، مما يجعلها عنصرًا حيويًا في الزراعة المعيشية, كما تلعب دورًا رئيسيًا في تأمين احتياجات الأسر من الغذاء، حيث يعتمد العديد من سكان المنطقة على هذه الثروة لتأمين قوتهم اليومي.
الثروة الحيوانية في الوطن العربي تشمل مجموعة متنوعة من الحيوانات المستأنسة مثل الإبل، الخيول، الأبقار، الأغنام، الطيور والنحل، وتعد من الموارد الاقتصادية الهامة، باستثناء الحيوانات البرية.
تربية الأغنام تعتبر من أقدم المهن في المنطقة، حيث تتمتع الأغنام بقدرة عالية على التكيف مع البيئات المختلفة, وتعد الأغنام مصدرًا مهمًا للعديد من المنتجات مثل اللحوم، الحليب، الصوف، والجلود, كما تحظى الأغنام بمكانة خاصة في الاحتفالات الدينية مثل عيد الأضحى، حيث تشهد أسواق الماشية نشاطًا كبيرًا في بيع وشراء الأضاحي.
دعم تربية الأغنام يتم من خلال صندوق التنمية الزراعية التابع لوزارة البيئة والمياه والزراعة، التي تساهم في دعم مربي الأغنام من خلال توفير لوائح فنية ومعايير خاصة بالأعلاف الحيوانية والأدوية البيطرية، بالإضافة إلى وضع تسعيرات موحدة للأدوية, كما تقدم الوزارة برامج دعم لصغار مربي الماشية الذين يمتلكون من 50 إلى 250 رأسًا من الماشية.
تربية الماعز تنتشر بشكل كبير في المناطق الجبلية، خاصة في المناطق الجنوبية والغربية من البلاد، حيث تشكل التضاريس الوعرة تحديات أمام الرعاة، ما يجعل تربية الماعز الخيار الأنسب لمثل هذه الأراضي الصعبة.
تربية الإبل تعد جزءًا أساسيًا من التراث الثقافي في المنطقة، حيث تمثل الإبل رمزًا للتراث التقليدي, يتم تربية الإبل في قطعان في البرية أو في حظائر مخصصة لغرض التجارة، وتوفر لحومها وحليبها وصوفها مزايا اقتصادية كبيرة، كما تلعب دورًا مهمًا في تعزيز التراث الشعبي لهذه المنطقة.