تعتبر تربية الإبل من المشروعات الحيوانية المهمة التي تشهد اهتمامًا متزايدًا في العديد من البلدان، بما في ذلك مصر.
تساهم الإبل في توفير اللحوم والألبان التي تعتبر من المصادر الأساسية للغذاء، فضلاً عن استخداماتها المتعددة في النقل والعمل.
ولتحقيق أفضل معدلات إنتاجية، يجب الاهتمام بالجوانب العلمية والتقنية الخاصة بتربية الإبل، وخاصة في ما يتعلق بتحسين السلالات وتطبيق تقنيات التلقيح الصناعي.
وفي هذا السياق، قام الدكتور حمدي عبد الله النجار، رئيس قسم بحوث تربية الإبل بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، بتسليط الضوء على أحدث الأبحاث والطرق التي تدعم المربين في مجال تربية الإبل وتحسين السلالات، بالإضافة إلى استراتيجيات التلقيح الصناعي التي قد تساهم في رفع كفاءة الإنتاج.
خدمات معهد بحوث الإنتاج الحيواني
أكد الدكتور حمدي عبد الله النجار أن معهد بحوث الإنتاج الحيواني لا يقتصر دوره على إجراء الأبحاث العلمية فحسب، بل يمتد لتقديم الاستشارات الميدانية والدورات التدريبية للمزارعين والمربين، مما يساهم في نقل المعرفة وتحقيق نتائج عملية ملموسة.وأضاف النجار أن المعهد يقدم خدمات متنوعة، من بينها استشارات عملية وتوجيهات للمربين حول كيفية اتخاذ القرارات الصحيحة في تربية الإبل.
التلقيح الصناعي وتحسين السلالات
وفيما يتعلق بتقنيات التلقيح الصناعي، أشار الدكتور النجار إلى أن المعهد يعمل على تحسين الإنتاجية باستخدام طرق متقدمة مثل حفظ وتجميد السائل المنوي، الذي يمكن استخدامه في تحسين السلالات وزيادة إنتاج اللحوم والألبان.ورغم نجاح تقنيات التلقيح الصناعي في العديد من الحيوانات مثل الخيول والأبقار، إلا أن تطبيق هذه التقنية على الإبل في مصر لم يتم بعد، وأوضح أنه رغم التحديات الحالية، يعمل المعهد على إجراء بحوث لتحسين تطبيق هذه التقنية على الإبل في المستقبل القريب.
السلالات المختلفة للإبل في مصر
سلط الدكتور النجار الضوء على تنوع السلالات المتوفرة من الإبل في مصر، مشيرًا إلى أن الإبل المصرية تنقسم إلى نوعين رئيسيين حسب عدد السنام.الأول هو الإبل ذات السنام الواحد (الجمال العربية) والتي تنتشر في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، والثاني هو الإبل ذات السنامين، التي توجد في المناطق الباردة مثل الصين والهند وأفغانستان.
السلالات المحلية: المواصفات والاستخدامات
وأوضح النجار أن السلالات المتوفرة في مصر هي بشكل رئيسي من الإبل ذات السنام الواحد، وتضم أربع سلالات رئيسية، هي:1. السلالة المغربية: تتميز بإنتاج مزدوج من اللحوم والألبان. لونها يتراوح بين البني والأحمر الغامق، ويبلغ وزن الأنثى حوالي 500 كجم، بينما قد يصل وزن الذكر إلى 600 كجم.
2. السلالة السودانية: مستوردة من السودان أو الصومال وتستخدم غالبًا لإنتاج اللحوم، عادة ما تصل إلى مصر على شكل ذكور بهدف التسمين والذبح، وتحتاج إلى فترة تأقلم 6-7 أشهر لتحسين جودة اللحم.
3. السلالة الفلاحية: سلالة محلية ناتجة عن تهجين الإناث المصرية بالذكور السودانية، وتتميز بقدرتها الكبيرة على التكيف مع البيئة المحلية. كانت تستخدم قديمًا في النقل وحمل المحاصيل الزراعية.
4. السلالة المولد: ناتجة عن تهجين السلالة الفلاحية مع السلالة المغربية، وتستخدم أساسًا لإنتاج اللحوم.
أهمية السلالة المغربية في الاستثمار
أكد الدكتور النجار أن السلالة المغربية تعد من الخيارات المثالية للمربين الذين يرغبون في الاستثمار في تربية الإبل، وذلك بفضل قدرتها على إنتاج كل من اللحوم والألبان.وأضاف أن هذه السلالة موجودة في مركز دراسات الإبل في مرسى مطروح، الذي يتبع معهد بحوث الإنتاج الحيواني، حيث يوفر بيئة مناسبة للمربين الراغبين في شراء إبل ذات مواصفات عالية.
كما أشار إلى أن المعهد يعمل بتنسيق مع المربين في مناطق مثل مطروح والوادي الجديد ويوفر قاعدة بيانات تساعد المستثمرين في التواصل مع أصحاب القطعان الموثوقين لضمان الحصول على سلالات ممتازة.
التوجهات المستقبلية لتربية الإبل
في النهاية، أشار الدكتور النجار إلى أهمية الاستمرار في إجراء الأبحاث وتطوير تقنيات التلقيح الصناعي التي يمكن أن تساهم في تحسين سلالات الإبل وزيادة الإنتاج.كما دعا إلى أهمية تكثيف التعاون بين المعاهد البحثية والمربين من أجل تحقيق أقصى استفادة من الموارد المتاحة وتوفير بيئة مناسبة للنمو المستدام لهذا القطاع الحيوي.