السموم الفطرية هي مركبات كيميائية تنتجها أنواع مختلفة من الفطريات غير المرغوب فيها التي تنمو على الأعلاف منذ زراعة المحاصيل في دول الإنتاج (مثل أمريكا، البرازيل، الأرجنتين، وأوكرانيا) وحتى وصولها إلى الأبقار الحلابة للتغذية عليها.
ورغم أن السموم الفطرية منتشرة في الخامات العلفية، إلا أنها غالبًا ما لا تشكل مصدر قلق كبير في مزارع الألبان، حيث تركز المزارع على تحديات أخرى.
ومع ذلك، تلعب السموم الفطرية دورًا كبيرًا في انخفاض إنتاج اللبن، وتدهور الكفاءة التناسلية، وضعف المناعة، وزيادة انتشار الأمراض، مما يزيد من الخسائر في مزارع الألبان في ظل التحديات الحالية، مثل انخفاض الإنتاج وارتفاع أسعار الأعلاف، لذا، يعد زيادة الوعي بحماية الأبقار الحلابة من مخاطر السموم الفطرية جزءًا أساسيًا في تحسين أداء القطيع وتقليل الخسائر.
انتشار السموم الفطرية عالميًا
يوجد أكثر من 400 نوع من السموم الفطرية، لكن تأثير بعضها فقط تم دراسته بشكل مفصل على الأبقار الحلابة.ومن أشهر هذه السموم:
الأفلاتوكسين، الأوكراتوكسين، الزيرالينون، الفومونيزين، دي أوكسي ديفالينول، وقلويدات الأرجوت، ومع ذلك، هناك العديد من الأنواع الأخرى المنتشرة في الخامات العلفية التي لا تخضع للفحص بشكل دوري. وتشير أحدث الإحصائيات لعام 2022 إلى أن 96% من الخامات العلفية المأخوذة من 87 دولة حول العالم تحتوي على السموم الفطرية. كما تبين أن 98% من الخامات تحتوي على أكثر من 10 أنواع من السموم الفطرية، وأن الخامة الواحدة يمكن أن تحتوي على نحو 40 نوعًا من هذه السموم.
تتعرض المحاصيل للتلوث بالفطريات المنتجة للسموم الفطرية أثناء نموها في الحقول، ويعتمد ذلك على نوع المحصول والظروف الجوية، وكذلك العوامل الزراعية أثناء الحصاد.

كما أن السموم الفطرية يمكن أن تنتشر أثناء التخزين غير السليم، حيث تساهم درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية في نمو الفطريات.
وهذه السموم يمكن أن تضعف القيمة الغذائية للخامات العلفية؛ على سبيل المثال، الفطريات التي تنمو على الذرة يمكن أن تقلل من محتوى الطاقة بنسبة 20%، الزيت بنسبة 80%، والبروتين بنسبة 12%، هذا التدهور في الجودة يؤدي إلى نقص في العناصر الغذائية التي يحتاجها الأبقار، وبالتالي انخفاض إنتاج اللبن.

التأثيرات الضارة للسموم الفطرية
عند تناول الأبقار لعلائق ملوثة بالسموم الفطرية، قد تظهر آثار ضارة على إنتاج اللبن، صحة الأبقار، وكفاءتها التناسلية، كما تؤثر السموم الفطرية على ميكروبات الكرش الهاضمة، وبالتالي تقل قدرة الأبقار على تكسير السموم الفطرية، مما يؤدي إلى استمرار تأثير السموم في الجسم.
• الأفلاتوكسين في اللبن:
ينتقل الأفلاتوكسين من العلف إلى اللبن، مما يسبب خطرًا على صحة الإنسان، حيث يعد من العوامل المسببة للسرطان. لذلك، تحدد العديد من الدول حدودًا صارمة لتركيز الأفلاتوكسين M1 في اللبن.• انخفاض إنتاج اللبن:
السموم الفطرية قد تؤدي إلى انخفاض إنتاج اللبن بسبب تدهور ميكروبات الكرش، وانخفاض كفاءة امتصاص العناصر الغذائية، مما يؤدي إلى قلة المواد اللازمة لإنتاج اللبن في الغدة اللبنية.• تدهور الكفاءة التناسلية:
بعض السموم مثل الزيرالينون تؤثر على التوازن الهرموني، مما يؤدي إلى مشاكل مثل تكيسات المبايض، الإجهاض، والعقم.• تأثيرات على القناة الهضمية:
السموم الفطرية تؤثر على صحة الكرش وتزيد من فرص الإصابة بالإسهال والنزيف المعوي.• ارتفاع عدد الخلايا الجسدية وإلتهاب الضرع:
السموم الفطرية قد تؤدي إلى ضعف جهاز المناعة وزيادة احتمالية الإصابة بإلتهابات الضرع.• تغير مكونات اللبن:
السموم الفطرية قد تؤدي إلى تقليل نسبة الدهون في اللبن، وتدهور جودة تصنيع منتجات الألبان مثل الزبادي والأجبان.
طرق حماية الأبقار من السموم الفطرية
لحماية الأبقار من السموم الفطرية، يجب اتباع خطوات مهمة:
1. التأكد من جودة الخامات العلفية: يجب الحصول على الأعلاف من مصادر موثوقة وخالية من التعفنات، والتأكد من تخزينها في مكان جيد التهوية بعيدًا عن الرطوبة العالية.2. إضافة مضادات السموم للعليقة: يمكن إضافة مضادات السموم الفطرية إلى العليقة، والتي تعمل على تقليل امتصاص السموم الفطرية في الأمعاء وطرحها مع الروث، وبالتالي حماية الأبقار، ويجب أن تكون هذه المضادات فعالة وتستهدف السموم الفطرية دون التأثير على المعادن والفيتامينات في العليقة.

3. مراقبة السموم الفطرية في الأعلاف: يجب تحليل عينات من الخامات العلفية بانتظام للتأكد من خلوها من السموم الفطرية أو للتأكد من أنها ضمن الحدود المسموح بها.
4. التعامل مع حالات التسمم الفطري فور ظهور أعراض: في حال ظهور أعراض التسمم، مثل الإسهال أو انخفاض شهية الأبقار، يجب تحديد مصدر التلوث عبر تحليل العينات واتخاذ الإجراءات المناسبة.
باختصار، يعد الفحص الاستباقي لخامات الأعلاف خطوة أساسية في مواجهة تحديات السموم الفطرية، والتي تساهم في الحفاظ على صحة الأبقار وتحسين إنتاجية مزارع الألبان.