الصيام لا يقتصر فقط على الإنسان، بل يشمل العديد من الكائنات التي قد تصوم لفترات طويلة قد تتفوق فيها على قدرة البشر, من أبرز الأمثلة على ذلك السلحفاة، التي تعد واحدة من آيات الله في الأرض، حيث يمكنها العيش لعدة قرون وتظهر قدرات مذهلة على التحمل، منها القدرة على الصيام لفترات طويلة قد تصل إلى عام كامل في بعض الأنواع.
السلحفاة تتمتع بقدرة خارقة على استغلال الطاقة وحفظها، حيث تسترخي خلال فترات الأكل للاستفادة القصوى من الطعام, وتستطيع بعض الأنواع البحرية منها التكيف مع قلة الغذاء والماء، حيث تتغذى على قناديل البحر والرخويات، بينما الأنواع البرية تفضل العشب.
أثناء فصل الشتاء، تدخل السلحفاة في حالة من الثبات أو البيات الشتوي، حيث تقل حركة جسدها وتنخفض احتياجاتها للطاقة بشكل كبير, هذا الثبات قد يمتد إلى عام آخر إذا شعرت بتهديدات أو خطر يحيط بها, وفي حالة شعورها بالخطر، تختبئ السلحفاة داخل درقتها لحماية نفسها، ويبقى هذا الثبات حتى يزول التهديد.
بالإضافة إلى ذلك، تدخل السلحفاة في حالة من الصيام أثناء فترة التزاوج ووضع البيض، حيث تمتنع عن الطعام والشراب لفترات تتراوح بين شهرين وأربعة أشهر، وتظل كذلك حتى يتم فقس البيض ويبدأ صغارها في حياتهم.
وتختلف السلحفاة البرية في قدرتها على تحمل الصيام عن السلحفاة المنزلية، حيث أن البرية تتأقلم بشكل أكبر مع ظروف البيئة, وتشير الدراسات إلى أن السلحفاة تدخل في حالة الصيام تلقائيًا مع التغيرات المناخية، خاصة في فصل الشتاء، إذ لا يحتاج الأمر إلى تدخل بشري لإجبارها على الامتناع عن الطعام.
وأحيانًا، تتوقف السلحفاة عن الأكل بسبب مشاعر الغضب والحزن لفقدان مالكها، ما يجعلها تصوم لفترات قد تصل إلى 60 يومًا في بعض الحالات لذلك، تعتبر السلحفاة نموذجًا فريدًا في قدرتها على التكيف والصيام، مما يجعلها واحدة من أقدم الكائنات الحية التي ما زالت موجودة على سطح الأرض.
