تربية الجاموسة العشر تتطلب وعياً عميقاً وخبرة كبيرة لضمان حياة صحية وآمنة للأم والمولود، خاصة مع اقتراب موعد الولادة، فالكثير من المربين قد يقع في أخطاء تؤثر بشكل سلبي على صحة الجاموسة أو الجنين، مما يتسبب في خسائر اقتصادية وفقدان جزء من الاستثمار.

في هذا السياق، تحدث الدكتور كميل متياس، وكيل مركز البحوث الزراعية الأسبق، عن كيفية التعامل مع الجاموسة العشر، مشيراً إلى النقاط الأساسية التي يجب على المربي أن ينتبه لها قبل وأثناء وبعد الولادة.

التعامل مع الجاموسة العشر قبل الولادة

في البداية، أكد الدكتور كميل على أهمية توفير بيئة مناسبة خلال مرحلة ما قبل الولادة، وهو الأمر الذي يتطلب بعض الإجراءات الخاصة من المربي.

من أهم الخطوات التي يجب اتخاذها هي تقليل كمية العليقة في فترة الحمل بشكل تدريجي، خاصةً بالنسبة للماشية الحلابة.

ذلك يساعد في تحضير الضرع لاستعادة نشاطه وحيويته استعداداً للولادة، ويسهم في ضمان توفير العناصر الغذائية اللازمة للجنين لضمان نموه السليم.

وأضاف الدكتور كميل أن الجاموسة العشر تستمر في إنتاج الحليب خلال فترة الحمل، حتى توقف هذه العملية قبل موعد الولادة، فيما يعرف بفترة الـ "CLOSE UP".

خلال هذه الفترة، يجب على المربي زيادة كمية العليقة المقدمة للأم، وتغيير نوع العليقة من الجافة إلى الحلاب لتحفيز الجهاز الهضمي وضمان استعداد الضرع للموسم القادم.

التعامل مع الجاموسة العشر أثناء الولادة

أحد الأخطاء الشائعة بين المزارعين هو التدخل أثناء عملية الولادة، حيث يتدخل البعض بشكل غير مقصود في عملية الولادة عن طريق سحب الجنين، وهو أمر يؤدي إلى مخاطر جسيمة قد تضر بصحة الجنين أو الأم.

وأوضح الدكتور كميل أن الجاموسة العشر فُطرت على الولادة الطبيعية بدون تدخل، وتظهر بعض العلامات التي تشير إلى قرب الولادة مثل ضم الحافر وظهور لسانها خارج فمها.

وعند رؤية هذه العلامات، يجب على المربي التوقف عن التدخل والتركيز فقط على متابعة الولادة، مع الحرص على توفير بيئة هادئة ومريحة.

تدخل الإنسان في عملية الولادة قد يؤدي إلى تعريض حياة الجنين للخطر، حيث قد يؤدي إلى مقاومة الجنين للدفع الذي يحدث بشكل طبيعي من رحم الأم، مما يسبب مشاكل صحية مثل "الشرقة"، نتيجة دخول السوائل في الرئتين أثناء عملية التنفس.

التعامل مع الجنين بعد الولادة

أكد الدكتور كميل على ضرورة أن يتم التعامل مع الجنين بعد الولادة بحذر شديد، وعدم سحب الجنين من رحم الأم إلا في حالات استثنائية تحت إشراف متخصصين.

وفي حال حدوث أي مشكلة، يجب أن يتم الكشف عن وجه الجنين وإزالة الغشاء الذي يغطي الأنف والفم لضمان عدم انسداد مجاري التنفس.

التحذير من التدخل الزائد

أوصى الدكتور كميل بتجنب التدخلات البشرية غير المدروسة أثناء الولادة، معتبراً أن معظم الدراسات العلمية تؤكد على أن التدخل البشري في هذه العملية قد يتسبب في العديد من المشكلات الصحية التي قد تؤثر سلباً على حياة المولود.

وأضاف أنه إذا تم اتباع أساليب التعامل الصحيحة قبل وأثناء وبعد الولادة، يمكن تحقيق نتائج أفضل في تربية الجاموسة العشر وتحقيق العوائد الاقتصادية المرجوة منها.

تربية الجاموسة العشر تحتاج إلى دراسة عميقة وفهم دقيق لجميع المراحل، بدءاً من مرحلة الحمل وصولاً إلى مرحلة الولادة، فالمربي الذي يتبع الخطوات الصحيحة ويتجنب الأخطاء الشائعة يمكنه الحفاظ على صحة الأم والمولود، وتحقيق النجاح الاقتصادي في مشروعه.