الثلاثاء، 03 شوال 1446 ، 01 أبريل 2025

التحسين الوراثي.. كيف يغير العلم مستقبل تربية الحيوانات وزيادة الإنتاجية

ابقار ودواجن
سلالات الحيوانات
أ أ
techno seeds
techno seeds
منذ بداية تدجين الحيوانات، كان مربي الحيوانات يستخدمون التربية الانتقائية لاختيار الحيوانات التي ستصبح آباءً للجيل القادم، حيث كان القرار في البداية يعتمد على المظهر الخارجي للحيوانات, على سبيل المثال، عندما تم تدجين الذئاب لتكوين سلالات الكلاب المختلفة، كان يتم اختيار الوالدين بناءً على المزاج، حيث كان لكل نوع مزاج يناسب غرضًا معينًا، مثل كلاب الرعي أو الحراسة, كما كان المظهر أيضًا عاملًا مهمًا، حيث توجد كلاب صغيرة الحجم وأخرى كبيرة. مع تطور فهمنا للجينات، أصبح واضحًا أن الحيوانات تورث صفاتها من والديها عن طريق الجينات، وهي أجزاء صغيرة من المعلومات الموجودة في خلاياها.

اليوم، يستخدم مربي الحيوانات العديد من البيانات لاختيار الآباء للأجيال القادمة, إذ يعتمدون على السجلات التي يحتفظون بها لحيواناتهم، ويهدفون إلى تحسين سمات معينة مثل زيادة إنتاج حليب الأبقار الحلوب أو تعزيز إنتاج الصوف في الأغنام, وبمجرد ولادة حيوان بصفة جيدة، يمكن نقل هذه السمة إلى الجيل التالي، مما يساعد المزارعين على تحسين قطيعهم بمرور الوقت, ساعد هذا الاختيار الوراثي في تعزيز الإنتاجية الزراعية خلال العقود الخمسة الماضية.

تُعد تربية الدواجن مثالًا جيدًا على التحسين الوراثي. بين عامي 1957 و2001، قام مربو الدواجن باختيار سمات معينة لزيادة وزن دجاج التسمين، مما أسهم في زيادة الوزن من 1.8 رطل إلى 6.9 رطل في عمر ثمانية أسابيع, ساهمت هذه التحسينات في جعل الدواجن تنمو بشكل أسرع وأكثر كفاءة، مما مكن المنتجين من إنتاج المزيد من اللحوم باستخدام كمية أقل من العلف وفي وقت أقل.

فوائد التحسين الوراثي:

عند تحليل سمة أو خاصية معينة في أي مجموعة حيوانية، ستلاحظ أن غالبية الحيوانات تتجمع حول "المتوسط"، وهو ما يمثل الجدارة الوراثية للقطيع, وعندما يتم اختيار الحيوانات بناءً على سمات مرغوبة، يُحسن التحسين الوراثي الجدارة الوراثية، أي أنه يتم تحسين صفات معينة في القطيع، مثل زيادة معدل النمو أو تحسين إنتاج الذبيحة.

معدل التحسين الوراثي:

تستغرق عملية التحسين الوراثي وقتًا، حيث يتأثر مقدار هذا الوقت بثلاثة عوامل رئيسية:
قابلية توريث السمة: أي مدى سهولة نقل السمة من الجيل السابق إلى الجيل الجديد, السمات التي تتمتع بدرجة توريث عالية هي الأكثر قابلية للتحسين من خلال الانتقاء.

فترة الأجيال: وهي الفترة الزمنية بين جيل وآخر، وتُحدد من خلال متوسط عمر الوالدين في كل عملية تزاوج, يمكن تقليص هذه الفترة باستخدام تقنيات مثل نقل الأجنة في المختبر.

الاختلاف في الاختيار: وهو الفارق بين متوسط الجدارة الوراثية للآباء ومتوسط الجدارة الوراثية للسكان الذين جاءوا منهم, يعتبر هذا الفارق هو الأداة الرئيسية للمربي في تعزيز التحسين الوراثي.

تُعد الكباش هي العامل الأكثر تأثيرًا في التحسين الوراثي، حيث يمكن أن يلد الكبش العديد من الحملان في السنة (قد يصل إلى 40-60 حملًا)، مما يزيد من تأثيره على تحسين القطيع.

فوائد التحسين الوراثي:
التحسين الوراثي يساهم في زيادة الإنتاجية والربحية, يتطلب هذا النوع من التحسين تفكيرًا طويل الأمد في الإنتاج ومتطلبات السوق، ويساعد في:

تلبية متطلبات السوق.
تحسين الإنتاجية والربحية الإجمالية.
تحسين سمات القطيع مثل معدل النمو، وإنتاج الذبيحة، ووزن الصوف، وقطر الألياف، والاختلاف في أوزان المواليد.
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة