تعد تغذية الحيوانات من أبرز العوامل التي تؤثر على الإنتاجية في مجالات تربية التسمين والحلاب، مع اختلاف أهداف تربية الحيوانات في هذين المجالين، يتطلب كل نوع من الحيوانات نهجًا غذائيًا مختلفًا لضمان تحسين إنتاج اللحوم أو اللبن.

ويقع العديد من المربين في أخطاء شائعة قد تؤثر سلبًا على صحتهم وعوائدهم الاقتصادية، مما يبرز الحاجة إلى اتباع أساليب علمية متخصصة تضمن حصول الحيوانات على التغذية المثالية.

في هذا السياق، تناول الدكتور حسن فؤاد جلال، أستاذ تغذية الحيوان في معهد بحوث الإنتاج الحيواني، في حديثه خلال برنامج "المرشد الزراعي" الذي يتم بثه عبر قناة مصر الزراعية، العديد من الفروقات المهمة بين تغذية التسمين والحلاب، مشيرًا إلى الأخطاء الشائعة التي يقع فيها صغار المربين.

كما تناول أهمية اختيار العلف المناسب لكل نوع من الحيوانات على حدة وكيفية الحصول على أفضل العوائد من خلال برامج تغذية متوازنة.

الفروقات بين تغذية التسمين والحلاب:

تغذية التسمين والحلاب تتطلب استراتيجيات مختلفة لضمان تحقيق أقصى استفادة.
تتنوع هذه الاستراتيجيات وفقًا للأهداف المترتبة على تربية الحيوانات، حيث يسعى مربو التسمين إلى تحسين نمو الحيوان وزيادة وزنه في أقصر وقت ممكن، بينما يركز مربو الحلاب على تحسين إنتاج اللبن.

أخطاء شائعة في تغذية التسمين والحلاب

من أبرز الأخطاء التي يرتكبها بعض المربين في تغذية الحيوانات هي إضافة كميات كبيرة من البرسيم في العلف، يعتقد البعض أن زيادة البرسيم تعني زيادة الإنتاج، ولكن هذا ليس دقيقًا وقد يؤدي إلى نتائج عكسية.

على سبيل المثال، بعض المربين يقدمون كمية إضافية من البرسيم إلى حيوانات التسمين معتقدين أنه سيزيد من وزنها، لكن الحقيقة أن هذا يؤدي إلى إهدار الطعام وزيادة التكاليف دون أي فائدة.

على سبيل المثال، عندما يتم إعطاء بقرة تزن 200 كيلو جرام كمية كبيرة من البرسيم (20 كيلو جرامًا يوميًا)، فإنها تستفيد منها بنسبة ضئيلة، حيث إن كل 7 كيلو جرامات من البرسيم تعادل كيلو واحد من العلف المركّز، مما يعني أن هناك إهدارًا قدره حوالي 3 كيلو جرامات يوميًا، وهو ما يؤدي إلى خسارة مالية تصل إلى حوالي 540 جنيهًا شهريًا لكل بقرة.

أفضل التركيبات الغذائية لتسمين وحلاب الحيوانات:

أشار الدكتور حسن جلال إلى أن هناك فارقًا كبيرًا بين تغذية التسمين والحلاب، يتمثل في نسبة العليف الخشن والمركز في النظام الغذائي لكل نوع.

حيث يفضل استخدام العلف المركز في تغذية حيوانات التسمين بنسبة 70% من إجمالي العلف، مع التأكد من أن نسبة العلف الخشن لا تتجاوز 30%.

هذا لأن حيوانات التسمين بحاجة إلى العلف المركز لتعزيز نمو اللحم وزيادة الوزن، حيث إن الحمض البروبيوني الناتج عن العلف المركز يساعد في تكوين اللحم.

أما بالنسبة لحيوانات الحلاب، فيجب أن تكون النسبة الأكبر من العلف عبارة عن العلف الخشن، بحيث لا تتعدى نسبة العلف المركز 30% من إجمالي العلف.

تركيز البروتين في تغذية التسمين والحلاب

الفروقات بين تغذية التسمين والحلاب تتجلى أيضًا في نسبة البروتين في العليقة. ففي حالة التسمين، لا تتجاوز نسبة البروتين في العليقة 14%، وهو أمر كافٍ لتلبية احتياجات الحيوان من حيث النمو والوزن.

بينما في حالة الحلاب، تكون نسبة البروتين أعلى حيث تصل إلى 18%، وذلك لأن الحيوان يحتاج إلى المزيد من البروتين لدعم إنتاج اللبن، وتعد هذه النسبة أساسية لضمان صحة الحيوان وزيادة إنتاجيته.

إن النجاح في تربية الحيوانات سواء للتسمين أو الحلاب يعتمد بشكل كبير على التغذية السليمة والمتوازنة التي تراعي الاحتياجات الغذائية لكل نوع.

يجب على المربين أن يكونوا على دراية بالفروقات الجوهرية بين تغذية التسمين والحلاب لتجنب الأخطاء التي قد تؤدي إلى خسائر اقتصادية وصحية.

ومن خلال اتباع النظام الغذائي الصحيح وتفادي الأخطاء الشائعة، يمكن تحقيق أعلى معدلات الإنتاج من اللحوم أو اللبن، وبالتالي تحسين الجدوى الاقتصادية للمشروع.