تعد ظاهرة الإجهاد الحراري واحدة من أبرز التحديات التي يواجهها قطاع الإنتاج الحيواني في ظل التغيرات المناخية المتسارعة. حيث تتسبب التغيرات الحادة في الطقس وارتفاع درجات الحرارة في التأثير السلبي على الحيوانات، مما يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في الإنتاجية والتكاثر وسلوكيات الحيوانات.
تتجلى آثار الإجهاد الحراري على الحيوانات من خلال إفراز الهرمونات مثل "الكورتيزون"، مما يؤثر بشكل مباشر على الحالة الفسيولوجية للحيوان ونشاطه وحركته. كما يظهر خلل واضح في الهرمونات المسؤولة عن إنتاج الألبان، ما يؤدي إلى انخفاض معدلات الإنتاج، وبالأخص في الأبقار المستوردة، التي تكون أكثر تأثرًا بهذه الظاهرة مقارنة بالجاموس المحلي، الذي يتمتع بقدرة أعلى على التكيف مع الظروف المناخية الصعبة.
أحد أبرز التأثيرات السلبية للإجهاد الحراري هو تراجع جودة اللحم والألبان، حيث يتسبب في عزوف الحيوانات عن تناول الأعلاف، وبالتالي يقل النشاط والحيوية لديها، مما ينعكس سلبًا على جودة المنتجات النهائية. وهذا يؤدي إلى خسائر اقتصادية ملموسة، نظراً لتأثيراته على إنتاجية اللحم واللبن.
في ظل هذه التحديات، تتطلب صناعة الإنتاج الحيواني تبني استراتيجيات لإدارة هذه الظاهرة وتخفيف آثارها السلبية على الإنتاج، من خلال تحسين ظروف الرعاية، تعديل نظم التغذية، وتوفير بيئة مريحة للحيوانات.
