ترتبط صحة الأغنام بشكل وثيق بجودة الإدارة والتغذية، حيث لا يمكن للأدوية تعويض تأثير سوء التغذية أو الإهمال الإداري. يعد تحديد المرض بدقة الخطوة الأولى للسيطرة عليه، لذا يُنصح المربون بالاستعانة بطبيب بيطري مختص عند ظهور أي مشكلة صحية. كما أن الاحتفاظ بسجلات دقيقة وإجراء الفحوصات الدورية يساعدان في تعزيز الصحة العامة للقطيع.

 تسمم الأمعاء (مرض الإفراط في الأكل) – تهديد خطير للأغنام

يُعد تسمم الأمعاء من أخطر الأمراض التي تصيب الأغنام، وخاصة الحملان الصغيرة، حيث تسببه بكتيريا Clostridium perfringens من النوع D عند تكاثرها السريع في الجهاز الهضمي نتيجة التغذية المفرطة. غالبًا ما يؤثر المرض على الحملان التي ترضع من أمهات ذات إنتاج حليب مرتفع، أو تلك التي تُفطم في بيئات غنية بالأعلاف، وقد يؤدي إلى نفوق نسبة تتراوح بين 10% و40% في حالات التفشي الحادة.

تعيش هذه البكتيريا بشكل طبيعي في أمعاء الأغنام، لكنها تصبح مميتة عندما تتكاثر بسرعة بسبب تغيرات غذائية مفاجئة، مثل تقديم كميات زائدة من الحبوب، أو عدم انتظام مواعيد التغذية، أو التنافس الكبير على العلف. يؤدي المرض إلى أعراض عصبية مثل تراجع الرأس إلى الخلف، وطحن الأسنان بشكل متشنج، وإفراز رغوة من الفم، وغالبًا ما يحدث الموت خلال ساعات قليلة دون سابق إنذار.

 الوقاية هي الحل!

 التطعيم الدوري: يعد التحصين ضد Clostridium perfringens من النوع D الوسيلة الأكثر فعالية للوقاية، ويجب إعطاء اللقاحات للحملان قبل دخولها حظائر التسمين، مع جرعة معززة للحملان سريعة النمو. كما يُوصى بتطعيم النعاج الحوامل لحماية الحملان الصغيرة.

 إدارة التغذية بحذر: تجنب تغيير العلف فجأة أو تقديم كميات كبيرة من الحبوب دفعة واحدة، وتوفير مساحة كافية أثناء التغذية للحد من التنافس.

 السيطرة على الطفيليات الداخلية: حيث يمكن أن تضعف الجهاز المناعي وتجعل الأغنام أكثر عرضة للمرض.

 ملاحظة: بمجرد ظهور الأعراض، يكون العلاج غير فعال، لذا فإن الاكتشاف المبكر والتدابير الوقائية هما السبيل الأمثل للحفاظ على صحة القطيع. في حال الشك بوجود إصابة، يجب استشارة الطبيب البيطري فورًا.